وقد تمّ انتخابُ دورا لمنطقة ماردين في جنوب شرق البلاد كمرشحٍ مستقل ضمن صفوف حزب “العمل والديمقراطية والحريّة” الذي يسنده الحزبُ الكردي “الحزبُ من أجل السلام والديمقراطية”.
وأكّد دورا تعليقًا على الحدث أنّ انتخابه يمثلُ خطوةً إلى الأمام للبلاد لأنّ “الأقليّات كانت معتبرة سابقًا غريبة”.
وأضافَ إنّ تركيا تتحركُ نحو فكرة “توسيع مفهوم المواطنة بصورةٍ تشملُ المجاميعَ العرقية والثقافية غير التركية أيضًا”.
وتمنى النائب المسيحي أن يشارك جميعُ أعضاء الأقليّات الأخرى في المجتمع، من السريان والأرمن واليهود، في السياسة: “فضمانُ الحقوق للجميع حلمٌ نتمناه”، على حد قوله، “وسيساهمُ في تحسين تركيا”.
هذا وعلق لوكالة لوكالة فيدس الأب لورينتسو بيريتو، النائبُ المفوض للمدبر الرسولي في اسطنبول، قائلاً: “اختيارُ المحامي دورا علامةٌ جيّدة حقًا في البلاد”. وأضاف: “دورا معروفٌ بدفاعه كمحامٍ عن المسيحيين في المحاكمات، وهو نقطة مرجع للدفاع عن حقوقهم. هناك مسيحيون آخرون في المجالس العامّة، لكنّ لم يُرى مسيحيّ في البرلمان منذُ عشرات السنين”.
وذكر الأب بيريتو بأن حكومة Akp التي فازت بالانتخابات، أعطت في الماضي علاماتٍ جيّدة على الانفتاح، وقال: “نأملُ أن تتوسع أكثر في المستقبل. فالنقطة الأساسية هي الاعترافُ بشخصيةٍ قانونية للجماعات الدينية. مثالٌ إيجابي تمّ مؤخرًا يكمنُ في إرجاع ميتم بويوكادا لبطريركية اسنطبول المسكونية، ومع هذا فهناك العديد من القضايا المفتوحة. ننتظرُ بثقة الوصولَ إلى الاعتراف القانوني الكامل كما هو الحال في أوروبا”.
وتابع نائب المدبر: “إذا انضمّت تركيا إلى الاتحاد الاوربي، وهو مشروعٌ تسنده الحكومة الحاليّة بقوّة، عليها أن تتكيّف فيما يخصّ بالاعتراف بالكنائس كمؤسساتٍ أخلاقية لها شخصية قانونية”. يتطلب في تركيا اليوم “توسيع مفهوم الحريّة الدينية بحيث لا تبقى محصورة بحريّة العبادة”. إلاّ أنّ “الرأي العام يبدو بالعموم بعيدًا عن هذه المشاكل”. وبعد مرور سنة على اغتيال المونسنيور لويجي بادوفيسي، يقول الأب بيريتو إنّ الجماعة المسيحية “تستمرُ بعيش خبرتها وتعملُ خاصّةً في مجال الحوار الأخوي على أمل أن يحملَ هذا الحدث المأسوي ثمارًا روحيّة وملموسة في مجال الاحترام والتقدير بين مؤمني الديانات المختلفة.