روما، الاثنين 20 يونيو 2011 (Zenit.org) – "رونق الحقيقة وجمال المحبة" هو عنوان المعرض الاستثنائي لستين تحفة أبدعها فنانون من اختصاصات وقارات مختلفة تكريماً لبندكتس السادس عشر بمناسبة الذكرى السنوية الستين لسيامته الكهنوتية، وهي تحف مستلهمة بمعظمها من تعليمه.
أما إعلان المعرض الذي وضع في فناء قاعة بولس السادس فهو مستلهم من تحفة الرسام الإيطالي فرنكو أنجيلي (1935-1988) ويصور على خلفية حمراء الرموز المبسطة لسلطة البابوات، التاج والمفاتيح.
حوار جديد بين الفن والإيمان
في الرابع من يوليو، سيفتتح البابا بنفسه المعرض الذي يقام برعاية المجلس الحبري للثقافة خلال لقاء مع الفنانين ورئيس المجلس الحبري الكاردينال جانفرنكو رافاسي الذي عرض هذه المبادرة التي أطلقها قسم "الفن والثقافة" التابع للمديرية الرومانية، برفقة المدير الأب باسكوالي جاكوبوني. بعدها، سيفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور من 5 يوليو ولغاية 4 سبتمبر 2011 (من الاثنين ولغاية السبت، من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً). وسيحضر دليل تذكاراً لحدث الاحتفال بالذكرى.
هذه المبادرة انبثقت عن كلمة "إلى اللقاء" التي وجهها بندكتس السادس عشر إلى الفنانين الثلاثمئة الذين اجتمعوا حوله في كابيلا السيستينا في 21 نوفمبر 2009. وهي تندرج ضمن رسالة المديرية الرومانية القائمة على إحداث مرحلة إبداعية جديدة من الحوار بين الكنيسة والفنانين – المثمر جداً على مر القرون – للتغلب على "الطلاق" الذي جعلهم يسيرون مؤخراً على دروب مختلفة، حسبما يوضح الكاردينال رافاسي.
ويشدد الكاردينال أيضاً على أهمية هذا الحوار لليتورجيا الكنيسة التي لا تستطيع الاستغناء عن الفنانين، كما أن الفنانين لا يستطيعون الاستغناء عن مسألة الأبدية والسمو.
وللمناسبة، يحضر المخرج الإيطالي بوبي أفاتي شريط فيديو مع "مفاجأة" خاصة ستقدم إلى بندكتس السادس عشر صباح الرابع من يوليو.
أما المهندس البرازيلي البارز أوسكار نيماير الذي صمم مدينة برازيليا فسيقدم مجسم الكاتدرائية التي يعمل على هندستها. بمناسبة عيد ميلاده المئة، كان يقول أن المهم هو عيش "حياة كريمة قائمة على التضامن". إشارة إلى أن نيماير الذي ولد سنة 1907 نفي إلى فرنسا في ظل الحكم العسكري وصمم عدة مبان فيها. في 12 ديسمبر 2007، منحه سفير فرنسا في البرازيل وسام جوقة الشرف من رتبة كومندور، في عيد ميلاده المئة. وقد صمم نيماير تحف معمارية دينية ككاتدرائية برازيليا، وكابيلا سيدة فاتيما في المدينة عينها، وكنيسة القديس فرنسيس أسيزي في بيلو هوريزونتي.
الجدير بالذكر هو أن هذه التحف الستين هي لوحات، منحوتات، مجسمات مهندسين، صور، بداية مخطوطات أعمال أدبية، وأقسام من مقطوعات موسيقية (إحداها كتبها إينيو موريكوني بشكل صليب)، أفلام، وأعمال صاغة.
تحفة دانتية
من بين الفنانين الذين كانوا حاضرين في المؤتمر الصحفي، قال الصائغ الإيطالي جوليو مانفريدي أنه استلهم من "الفردوس" لدانتي، لينفذ "papalina" أو "zucchetto" كما يقول الإيطالي، أي "قلنسوة" ترمز حسبما كشف لزينيت إلى "لقاء السماء والأرض". والعنوان – الدانتي – للتحفة هو: "البهاء السابع". ففي الحقيقة، يكتب دانتي في النشيد الحادي والعشرين من "الفردوس": "نُرفع إلى البهاء السابع الذي تحت صدر الأسد الملتهب يقذف الآن بأشعة ممتزجة بفضيلته" (1-2).
يقدم جوليو مانفريدي هذه التحفة الثمينة – المصممة بالذهب الأبيض والمزينة بنجوم مصنوعة من الذهب الأصفر ومرصعة بالألماس – والجديدة بشيء "يذكر مرتديها بحضور الله". وفي رأسها، تزدان الحلقة بالألماس. أما البياض، لون ثياب البابوات، فهو يذكر بالنسبة إلى الفنان بـ "العودة إلى طهارة أصل العالم" و"أولية الروحانية".
لوحة روسية
اختارت الرسامة الروسية ناتاكيا تساركوفا المعروفة برسمها صور يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر، أن تقدم تحفة "نور الماضي"، اللوحة الزيتية التي رسمت في موسكو سنة 1989 والتي تنفتح على "بعد آخر للمكان والزمان".
إنها طبيعة ميتة بشدة، في أجواء "صوفية، دينية، حربية، تشير إلى روسيا في القرون الوسطى". وهي تجمع على قماش مطرز أيقونة للقديس نقولا، وخوذة من الذهب وأحجار كريمة، وسيفاً وترساً وكتباً قديمة.
توضح الفنانة أن الخوذة تمثل القوة التي لا تقهر في خدمة الإيمان، والسيف هو تعليم الإنجيل – كلمة الله التي يتحدث عنها القديس بولس –، والترس الكون الذي يرتكز على الحكمة والمعرفة المشار إليهما بالكتب.
إنها مجموعة رموز يشدد فيها النور الخفيف وغبار الماضي على السر. لكن هذا الماضي يصبح حاضراً: إنها الحماية التي ما يزال يوفرها القديس نقولا حتى اليوم لمن يطلبها.
فنانان من البابوات
سيشهد مساء الرابع من يوليو الافتتاح الرسمي للمعرض بدعوة ومشاركة السيد أنطونيو باولوتشي، مدير المتاحف الفاتيكانية، والكاردينال رافاسي.
ومن المهم أن حوار الكنيسة والإنجيل والفنانين أعيد إطلاقه اقتداءً ببولس السادس من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، البابا الشاعر الذي كان ممثلاً، والذي كتب أول رسالة بابوية إلى الفنانين سنة 1999: وقد أوجد أيضاً تحت إدارة الكاردينال بول بوبار، "وزير الثقافة"، يوبيل الفنانين في 18 فبراير 2000. وهذا الحوار المثمر والمنشط أعاد إطلاقه الآن بندكتس السادس عشر، البابا الموسيقي: هما شخصان قاما بجمع شخصي، وجودي ولاهوتي شامل بين الفن والإنجيل.