فقد كانت للمونسنيور طوني أناتريلا مداخلة في 28 يونيو الأخير خلال المؤتمر الدولي الذي نظمه المجلس الحبري للصحة بروما تحت شعار “الإنسان في محور الوقاية والعناية والعلاجات المتعلقة بانتقال فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز”. كان المؤتمر يتمحور حول “التربية على القيم في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو التربية الجنسية في زمن الإيدز، ونظرية الجنس والميول الجنسية”.
وأوضح المونسنيور أناتريلا: “إن الوقاية من الأمراض المنتقلة جنسياً وبخاصة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية الذي ينمي الإيدز، أعطيا الامتياز حتى الآن للجوانب الصحية والوقائية من خلال تقنيات حماية كاستخدام الواقي الذكري”.
وأضاف: “هذه الرؤية المقترحة على الشباب تبدو غير كافية. فباقتراح رؤية عملية وصحية للجنس البشري فقط، يتم الإيحاء بأن الحماية الذاتية كافية لكي يقوم الإنسان بما يريد من دون أن يضطر إلى التساؤل حول أمور أخرى. وهي تسهم في ابتذال حركات جنسية في تصرف العديد من الشباب”.
“بتقييد ذاتنا بتمثيل عملي ونفعي، إيديولوجي وصحي للجنس، نتجاهل مخاطر عديدة منها خطر الانطواء والعملية النفسية لتذييت الجنس في المراهقة، ووصوله إلى الترميز، والمسؤولية الأخلاقية للأفعال والتغيير الضروري للتصرفات أمام الاستخدام غير المعقول للممارسات الجنسية. إن التغيير نحو الأصالة لا يسعه إلا أن يكون داخلياً”.
يتمحور القسم الأول من المؤتمر حول “معنى الجنس البشري الذي يربط الوجدان بالنشاط الجنسي”، والثاني حول “معنى التربية الجنسية الذي يوقظ معنى المحبة ويأخذ بالاعتبار الأعمار النفسية بتلافي الكلمات التي تظهر النشاط الجنسي الخاص بالراشدين”، والثالث حول “معنى القيم، انطلاقاً من المبادئ العقلية المعترف بها من قبل الفكر المسيحي، والتي ينبغي علينا نشرها: معنى المحبة في قلب الاختيار الحر للأزواج، معنى العفة، معنى الامتناع الجنسي ومعنى الإخلاص، التي تسهم في أنسنة الجنس، وتعزيز النضج العاطفي والنوعية المعنوية للرابط الاجتماعي”.