أربيل روما، الاثنين 20 يونيو 2011 (Zenit.org) – – في الوضع الصعب الذي يعيشه مسيحيو العراق، وبينما “تستمرُ هجرة المؤمنين”، الأولوياتُ للسلام والعمل”: هذا ما قاله في مقابلة مع وكالة فيدس صاحبُ السيادة المونسنيور لودفيغ شيك، رئيس أساقفة بامبيركا ورئيس وفد مجلس أساقفة ألمانيا الذي ختم في 18 يونيو، رحلته إلى العراق. وأعلن المونسنيور شيك، رئيس اللجنة الأسقفية للكنيسة الجامعة، لوكالة فيدس نيّة الأساقفة الألمان مساعدة الكنيسة العراقية من خلال مشروع إنشاء مدارس تنشئة متخصصة وفتح مكتب خاص في أربيل والذي، بفضل خبراء من الخارج، سيحقق مشاريع تنمية اجتماعية واقتصادية لصالح الجماعات المسيحية.
صاحب السيادة، بناءً على ما رأيتموه، كيف هو وضعُ المسيحيين في العراق؟
يختلفُ وضعُ المسيحيين بين منطقةٍ وأخرى. في أماكن مثل الموصل وبغداد، هناك اعتداءاتٌ واعمالُ اضطهاد تمتزجُ بأعمالٍ أجرامية عامّة وبابتزاز وتمييز. ولكن لا يمكننا الكلام عن “اضطهاد عامّ”، بل عن صعوبات ومعاناة. أمّا في منطقة كردستان (شمال العراق)، فهناك سلامٌ وأمان، ولذلك هرب العديدُ من المسيحيين من الجنوب إلى الشمال. ولكن كثيرون ما زالوا يعانون بسبب عدم توفّر ما هو ضروري للبقاء، ولذلك يريدون ترك البلاد. ولهذا السبب أيضًا تستمرُ الهجرة، والأساقفة العراقيون قلقون لهذا لأنّ المؤمنين يتركون أرضَ ابراهيم.
ماذا تفعلُ الحكومة وماذا يُمكنُ أن يُطلب من السلطات المدنية؟
تحدثنا مع العديد من الوزراء الذين امتازوا بانفتاحهم وأكّدوا التزامهم بالمحافظة على حياة المسيحيين. من أجل إنهاء هذه الهجرة، أعتقدُ بوجوب إعطاء الأولوية للسلام والعمل الذي يضمن البقاء والرفاهية. ومن أجل إيجاد عمل لابدّ من التنشئة المتخصصة، ولذلك حددنا، نحنُ كنيسة ألمانيا، التزامنا في هذا القسم لمساعدة الكنائس المحلية.
كيف ستساعدونهم؟
ينوي مجلس الأساقفة مع الكاريتاس ومسيرور، مساعدة كنيسة العراق باطلاق مشاريع مدراس تنشئة متخصصة في قطاع الزراعة والصناعة والسياحة والفندقة. نؤمن أن هذه الطريقة ستساعد الكنائس المحلية وستعطي مستقبلاً للمسيحيين وللعراق ككل. ولهذا الغرض سيُفتتح مكتب خاص في أربيل لتنسيق العمل في مشاريع التنمية في الكنيسة. وسيستعين المكتب بخبراء لتقييم الأوضاع والبدء بمشاريع التي تصبّ في مصلحة المسيحيين. لدى الأساقفة والمؤمنين الإرادة الصالحة، ومع هذا يتطلبُ مساعدة من الخارج، وهذا هو واجبنا.
التقيتم أيضًا بالقادة المسلمين، هل يبقى الحوارُ بين الأديان تحديًا؟
التقينا بالقادة المسلمين المعتدلين والمنفتحين على الحوار. وأشاروا بأنّ المسيحيين ليسوا الضحايا الوحيدين لأعمال العنف والأصولية الإسلامية، وأكّدوا ضرورة توحيد الجهود الصالحة للقضاء على الأصولية. ولكن هناك القادة المسلمون الأصوليون الذين يريدون مجتمعًا إسلاميًا فقط. الحوارُ إذا تحدّي مفتوح ولكن، كما يقولُ الأساقفة العراقيون، يبقي الطريق الممكن الوحيد الذي يمكنُ التواصلُ فيه بكل الجهود.
ما هي الآمال التي ترونها لمسيحيي العراق؟
الآمال موجودة بقدر ما نتكّلُ كمسيحيين على مساعدة ونعمة الله. كما أكّدَ القادةُ السياسيون على أهمية المسيحيين لمستقبل البلاد، فهم حاملو القيم والإنسانية التي تساعد المجاميع الدينية والاجتماعية على الاتحاد وبناء مجتمعٍ متناسق وعادل وأخوي.