فبعد قداس صباحي في كنيسة القديس سيرفولو، ترأسه الكاردينال أنطونيوس نجيب، بطريرك الأقباط الكاثوليك، افتتح مؤسس الواحة الكاردينال أنجلو سكولا، بطريرك البندقية،
أعمال المؤتمر، بكلمة عنونها "مشروع ثابت لحياة كريمة. ما لم يكون متوقعاً في شمال أفريقيا والمدنية الجديدة الجديدة". وقال فيها أنه: وتزامنًا مع الأهميّة الجديدة للشأن الاقتصاديّ، برزت في شمال إفريقيا والشرق الأوسط مطالب قويّة بالمزيد من الحريّات الفرديّة، ورقابة أكثر فعاليّة على أجهزة الدولة. وقد تقدّمت بعض القطاعات بمطلب إعادة تنظيم المجال العامّ، ليصبح أكثر تعدديّة وليبراليّة، أي أن يكون قادراً على إحداث التغيير الداخليّ المطلوب.
وأضاف الكاردينال سكولا: يمكن تلخيص المطالبة الكبرى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في السؤال الجذريّ التالي: أيّ إنسان يريد أن يكونه إنسان الألفيّة الثالثة؟ اختباره الخاص؟ أم إنسان – العلاقة، في أن يكون منفتحاً على لقاء الآخر وتقبّله؟ إنّه السؤال ذاته الذي يهزّ بطرق مختلفة وبقوّة أكبر أيضاً المجتمعات الغربيّة. وختم بقوله : أمّا النمط الذي سيرسمه التغيير، مع تشكّل المجال العامّ الجديد في الشرق الأوسط أو في الغرب، فيتعلّق بالإجابات التي ستعرف حريّة المسؤولين المعنيّين أن تقدّمها. أمّا بالنسبة لرجال الدين، ولنا نحن المسيحيّين، فعلينا ألا نتخلّى عن الميدان. واقتبس من كلمة البابا بندكتس السادس عشر في زيارته إلى فينيسيا في أيار الماضي، داعياً إلى نظام إنساني مسيحي ، ينفتح فيه الإنسان على كافة الديانات وعلى كل الأشخاص من ذوي الإرادة الحسنة.
وتعاقبت الكلمات في جلسات اليوم الأول من المؤتمر الذي يأتي اختيار موضوعه بعد ثورتي تونس ومصر، والأحداث الحالية في الوطن العربي، وابتدأه مدير المركز مارتينو دييز بتحية المشاركين، والبرفيسور المستشرق أوليفر روا بعنوان: "جيل ما بعد الإسلامية؟ انطباعات حول الكيانات الجديدة الدينية والسياسية في الشرق الأوسط". أما الأستاذة التونسية في جامعة شيكاجو ماليكا زيجال فتحدثت عن "ما بعد الثورات, المؤسسات السياسية والدينية في الشرق الأوسط". والبوفوسور نيكولا لوبكوفيتش "إنهيار النظام. 89 كأنموذج تاريخي". والدكتورة هدى نعمة من جامعة الروح القدس الكسليك في لبنان "العلمانية الصعبة في المجتمع العربي والإسلامي المعاصر". والمطران مارون لحّام، رئيس أساقفة تونس، حول "تونس ما بين الثورة والمهاجرين، وجهة نظر "الراعي". وأعلن عن صدور رسالته الرعوية الرابعة والتي تحمل عنوان: "ها أنا أجعل كل شيء جديداً"، وتصف موقف الكنيسة في هذا البلد العربي مما حصل ويحصل في تونس من تغيرات جوهرية في الشارع وفي نظام الحكم.
وفي الجلسة المسائية، تحدث البطريرك الكاردينال نجيب الذي تحدث عن موقف الكنيسة القبطية من الثورة المصرية والعلاقات بين المسيحيين والمسلمين ما قبل وأثناء وبعد الثورة. وتحدث عمرو الشوبكي، عضو مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة، ورئيس منتدى البدائل العربي حول "الإخوان المسلمون في مصر الجديدة". وتوفيق أكليماندس، الباحث المصري في التاريخ المعاصر للعالم العربي: "الثورة ، إنقلاب أو إصلاح؟ دور الجيش في مصر". وفكتور عمانوئيل: "السياسات الغربية والتغيرات الشرق أوسطية".
وشارك في المؤتمر هذا العام المطران غالب بدر، رئيس أساقفة الجزائر، وعدد من الأساقفة والكهنة والعلمانيين من أقطار شرق أوسطية ودولية مختلفة.