بقلم أنيتا بوردين
روما، الجمعة 24 يونيو 2011 (Zenit.org) – “العزم الفاتيكاني على إنقاذ اليهود هو واقع”، يعلن سفير إسرائيل لدى الكرسي الرسولي، السيد موردخاي ليفي.
“من الخطأ التفكير بأن المساعدة المقدمة إلى اليهود خلال الحرب في روما نشأت عن الأديار والمؤسسات الدينية كمبادرة ذاتية، من دون دعم الكرسي الرسولي”. هذا ما قاله السيد ليفي صباح يوم أمس في روما خلال احتفال كُرم فيه أحد رهبان دون أوريوني، الأب غايتانو بيتشينيني (1904-1972) كـ “صالح بين الأمم”.
“من الخطأ الإعلان بأن الكرسي الرسولي والبابا كانا يعارضان الأعمال التي تصب في مصلحة اليهود”، قال السفير مضيفاً: “الكرسي الرسولي بذل جهوداً. لم يستطع أن يمنع انطلاق القطار إلى أوشفيتز في 18 أكتوبر 1943، بعد ثلاثة أيام من نهب الغيتو. بالطبع، كان اليهود في روما يتوقعون حماية البابا في تلك الحقبة. ولكن الواقع يظهر أنه القطار الوحيد الذي انطلق إلى أوشفيتز في 18 أكتوبر”.
كما يرى السفير الإسرائيلي أن “العزم الفاتيكاني” على إنقاذ اليهود “هو واقع”.
وقد تخلل احتفال تقليد شارة “البار” لعائلة الأب بيتشينيني الروحية، شهادات أدلى بها أشخاص أنقذهم بنفسه.
جوسيبي سوراني كان شاباً يهودياً في الخامسة عشرة من عمره في سبتمبر 1943، عندما خبأه دون بيتشينيني وأنقذه: “هذا الكاهن لطالما احترم معتقداتي وإيماني وأعاد دمجي في الحياة الاجتماعية بعد سنوات من التهميش كيهودي”. وفي وقت لاحق، أراد جوسيبي أن يصبح كاثوليكياً، أحد رهبان دون أوريوني وكاهناً.
برونو كاميريني الذي أنقذه دون بيتشينيني مع والدته وأخواته وصف الراهب كـ “رجل نشيط كان يطبق مبدأ محبة القريب المكتوب في الكتاب المقدس، حاملاً إياه إلى أعلى المستويات”.
وبرونو كاميريني هو الذي طلب تكريم الكاهن الإيطالي كـ “بار بين الأمم”. وقد حرص أيضاً على التشديد على أن دون بيتشينيني لطالما احترم إيمانه.
ومن بين المشاركين في الاحتفال: ليفيا لينك التي كانت تمثل السفارة الإسرائيلية في روما، أنطونيو فلوريس، عمدة مدينة أفيتسانو، المدينة التي ولد فيها دون بيتشينيني، المونسنيور أندريا جيما، أحد رهبان دون أوريوني وأسقف إيسيرنيا- فينافرو المتقاعد.
أقيم الاحتفال في قاعة المؤتمرات في مركز دون أوريوني بروما، في مونتي ماريو المكان الذي زاره البابا في 24 يونيو من العام المنصرم. فهناك، كان تمثال العذراء التي يحمي روما قد تضرر بفعل العاصفة، فأعيد ترميمه وذهب البابا لتبريكه. والتمثال هو من إبداع النحات أريغو مينيربي الذي أنقذه دون بيتشينيني خلال الحرب.
من جهته، أعلن رئيس عام رهبنة دون أوريوني، دون فلافيو بيلوسو، أن هذا التكريم هو دليل جديد على “المعاملة بمحبة وتضامن”. ولفت إلى أن دون بيتشينيني كان يجمع في شخصه “الحماية المدنية” لأعمال المحبة: بعد الحرب، أغاث الفقراء وضحايا الهزات الأرضية التي ضربت إيربينيا سنة 1962، وفاجون سنة 1963، وجيبيللينا وبيليتشي سنة 1972، والفيضانات كفيضان بوليسيني سنة 1951.
أعلن دون فلافيو بلوسو لإذاعة الفاتيكان أن “غايتانو بيتشينيني هو أحد الشخصيات البارزة” في عائلته الرهبانية التي تأسست على يد القديس لويجي أوريوني.
وقد آواه دون أوريوني نفسه عندما كان في الحادية عشرة من عمره، بعد زلزال مارسيكا الذي وقع سنة 1915. وعند وفاة دون أوريوني، كان محرك أعماله في إيطاليا وانكلترا والولايات المتحدة.
خلال الحرب، كان منسق أعمال رهبنة دون أوريوني لصالح اليهود، ولصالح المقاومين، وجميع الذين كانوا في خطر.