* * *
نيافة الكاردينال،
صاحب الغبطة،
الإخوة الأجلاء في الأسقفية والكهنوت،
الأعضاء والأصدقاء في اتحاد المؤسسات لمساعدة الكنائس الشرقية (رواكو)
أود أن أعبر لكل منكم عن ترحيبي القلبي وأبادلكم بفرح كل التمنيات الخيرة لكلمات التبجيل التي وجهها إلي الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية ورئيس اتحاد المؤسسات لمساعدة الكنائس الشرقية، يرافقه أمين السر، رئيس الأساقفة، ونائب أمين السر، والمعاونين إكليروسًا وعلمانيين. أوجه تحية أخوية للبطريرك الماروني، صاحب الغبطة بشارة بطرس الراعي، وأوسع تحيتي لتشمل الأساقفة، ممثلي المؤسسات العالمية وجامعة بيت لحم، كما والمحسنين الذين التقوا هنا. أشكر الجميع لأجل التعاون السخي في رسالة المحبة التي أوكلها الرب يسوع باستمرار لأسقف روما كخليفة الطوباوي الرسول بطرس.
لقد احتفلنا أمس بعيد جسد ودم الرب. التزياح بالقربان المقدس، الذي ترأسته من كاتدرائية اللاتران حتى بازيليك مريم العظمى، يحمل دومًا نداءً لمدينة روما الحبيبة ولكل الجماعة الكاثوليكية لكي تبقى وتستمر على دروب التاريخ غير السهلة، بين الفقر الروحي والمادي في العالم، لكي تقدم حب المسيح والكنيسة، الذي ينبع من السر الفصحي، سر الحب وهبة الذات الكاملة التي تولد الحياة. المحبة “لا نهاية لها” (1 كور 13، 8)، بحسب القديس بولس، وهي قادرة أن تحول القلوب والعالم بقوة الله، وأن تزرع وتوقظ في كل مكان التعاضد، الشركة والسلام. إنها هبات تُوكل إلى أيدينا الضعيفة، ولكن نموها هو مضمون، لأن قوة الرب تعمل في الضعف، إذا عرفنا أن ننفتح على عمله، وإذا كنا تلاميذ حقيقيين يسعون لكي يكونوا أمناء له (راجع 2 كور 12، 10).
[ثم قال بالفرنسية]أصدقاء اتحاد المؤسسات لمساعدة الكنائس الشرقية الأعزاء، لا تنسوا أبدًا البعد الافخارستي في هدفكم لكي تحافظوا باستمرار على حركة المحبة في الكنيسة. هذه المحبة تود أن تصل إلى الجميع، وبشكل خاص المسيحيين في الأراضي المقدسة، وفي الشرق الأوسط برمته، لمساندة الوجود المسيحي. أطلب إليكم أن تفعلوا كل ما بوسعكم – بما في ذلك جذب اهتمام السلطات العامة التي تبنون علاقاتكم بها على صعيد عالمي – لكيما يستطيع المسيحيون رعاةً ومؤمنين، في الأراضي التي نشأوا فيها، أن يعيشوا لا كغرباء بل كمواطنين (أف 2، 19) يشهدون ليسوع المسيح، كما فعل ذلك القديسون قبلهم، أبناء الكنائس الشرقية. الشرق هو وطنهم الأرضي. في تلك الأرض هم مدعوون اليوم أيضًا لكي يعززوا، دون تمييز، خير الجميع، من خلال إيمانهم. يجب الاعتراف بكرامة مساوية وحرية حقيقية لكل الأشخاص الذين يعلنون هذا الإيمان، فيؤدي ذلك إلى تعاون مثمر على صعيد الحوار المسكوني والحوار بين الأديان.
[ثم قال بالإنكليزية]أشكركم لأجل تفكيركم بالتحولات التي تجري في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتي تشكل مصدر قلق في العالم. خلال البيانات التي نتلقاها في هذه الأوقات من الكاردينال بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية، ومن البطريرك الماروني، كما من الممثل الحبري في أورشليم وحارس الأراضي المقدسة، يستطيع اتحاد المؤسسات لمساعدة الكنائس الشرقية أن يعاين الوضع في الكنائس وفي شعوب المنطقة، وهذا أمر مهم بالنسبة للسلام في العالم وللأمن. أمنية البابا هي أن يعبّر عن قربه، من خلالكم أيضًا، للمتألمين وللذين يسعون يائسين للهروب، فيزداد بذلك عدد المهاجرين الذين غالبًا ما يبقون دون رجاء. أصلي لكي يتسمر العون في حالة الطوارئ، وفوق كل شيء سأصلي لكي يتم القيام بكل وساطة ممكنة، حتى يتوقف العنف ويحب السلام والوئام الاجتماعي، مع احترام حقوق الأفراد والجماعات. ستساعد الصلاة الحارة والتفكير في قراءة علامات الأزمنة التي تظهر في زمن التعب والدموع هذا: فليحول رب التاريخ هذه الأمور إلى خير عام.
[…] [ثم ختم بالإيطالية]أيها الأصدقاء الأعزاء،
برعاية رعاتهم الأسخياء، وبمساعدتكم التي لا بديل لها، ستعرف الكنائس الشرقية أن تثبت دومًا الشركة مع الكرسي الرسولي، والتي تم الحفاظ عليها بغيرة لقرون عديدة، وستستطيع أن تقدم إسهامًا للتبشير الجديد في البلاد الأم وفي بلاد الانتشار. أضع هذه التمنيات تحت حماية أم الله الكلية القداسة وسابق المسيح، القديس يوحنا المعمدان، في الذكرى الليتورجية لمولده. يقترب أيضًا عيد القديسين بطرس وبولس: في ذلك اليوم سأحمد الراعي الصالح، كما ذكر الكاردينال ساندري بالذكرى الستين لسيامتي الكهنوتية. أشكر الجميع للصلاة والتمنيات الحارة التي تكرمتم بها علي. أطلب إليكم أن تشاركوني في صلاتي إلى “رب الحصاد” (مت 9، 38) لكي يهب الكنيسة عاملين عديدين ومتقدين للإنجيل. وكعلامة لعاطفتي يسرني أن أمنح كل واحد منكم، ولأحبائكم ولجماعاتكم الموكلة إليكم البركة الرسولية.
* * *
نقله إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية
حقوق النشر محفوظة لدار النشر الفاتيكانية