روما، 28 يونيو 2011 (Zenit.org).- سيحتفلُ البابا بندكتس السادس عشر هذا الأربعاء بـ”أسمى مرحلةٍ من حياته”، إذ تقع فيه الذكرى الستّون لسيامته الكهنوتية.
رُسِمَ جوزيف راتسنغر كاهنًا بعمر 24 عامًا، إلى جانب أخيه جورج وأكثر من أربعين مرشّحًا، في كاتدرائية فريسنج قرب ميونخ على يد الكردينال مايكل فون فالهابير.
“Adsum” (هاءنذا)، كلمة الشاب راتسنغر التي قالها باللاتينية أمام الله والناس.
وبينما تستعيدُ الكنيسة الجامعة هذه الذكرى يوم الأربعاء، لم يرغب البابا في أن تكون لحظة تمجيدٍ شخصيّة، بل خصّصها للشكر لله على نعمة الكهنوت والتضرّع إليه ليؤسس دعواتٍ جديدة.
في مذكراته للأعوام 1927-1977، يذكرُ راتسنغر أنّ يومَ سيامته كان “يومًا صيفيًا مشرقًا”.
وكتبَ: “لا ينبغي لنا أن نؤمنُ بالخرافات، ولكن، وفي تلك اللحظات عندما وضع رئيسُ الأساقفة يداه عليّ، حلّقَ طائرٌ صغير من المذبح العالي في الكاتدرائية وكان يغرّدُ نشيدًا بهيجًا. لم أستطع إلا أن أرى في هذا طمأنينةً من العُلى، كما وأنني أسمعُ كلماتٍ تقول: “هذا جيّد، أنتَ في الطريق الصحيح”.
الأسابيع الأربعة التالية كانت مثل اكتشاف “وليمةٍ لا تنتهي”، ذكريات اختيار الربّ.
ويذكرُ أيضًا: “تلقّينا في كلّ مكان، حتّى من الغرباء، الدفء والحنان، ولم أكن أفكر أنّ ذلك ممكن حتّى ذلك اليوم”. ويضيف: “في هذا الطريق، تعلمتُ كيف ينتظرُ الناس الكاهن، وكم ينتظرون بركةً تتدفقُ من قوّة هذا السرّ. النقطة الأساسية لم تكن فيّ أو في شخص أخي، بل في ما الذي يمكننا نحنُ الشابان أن نمثّله للعديد من الناس الذين نلتقي بهم؟”.
“يرون فينا أشخاصًا لمستهم رسالة المسيح ومخولين لحمل قربه إلى البشر”.
60 ساعة
تحتفلُ الكنيسة الجامعة بهذا اليوم كزمنٍ للصلاة من أجل الكهنة.
ودعا مجمع الاكليروس المؤمنين تخصيص 60 ساعة من العبادة الاوخارستية بهذه المناسبة.
وفي بيانٍ وقّعه الكردينال ماورو بايجينتتسا ورئيس الأساقفة تشيلسو مورغا اوريتسابيتا، رئيس وسكرتير المجمع، أُشيرَ بأنّ الذكرى مناسبة “مؤاتية وخاصّة” للتقرّب من بندكتس السادس عشر، والتعبير له عن الامتنان والمودّة والشركة في الخدمة لله ولكنيسته، وفوق كلّ شيء من أجل “إشراق الحقيقة على العالم” الذي أتى به إلينا.
واقترحَ المجمع أن تُتوّج سهرةُ الصلاة في يوم 1 لوليو، عيد قلب يسوع الأقدس ويوم الصلاة من أجل الكهنة.
واقترح المجمع أيضًا: “وهكذا، يمكنُ إكرام قداسة البابا باكليلٍ استثنائي من الصلاة والوحدة فوق الطبيعية القادرة على إظهار المركز الحقيقي لحياتنا، الذي تُستمّدُ منه كلّ الجهود التبشيرية والراعوية، والوجه الأصيل للكنيسة ولكهنتها”.