"يبدأ نور السلام في العائلة لينير عالمنا لاحقاً"

بندكتس السادس عشر يلقي كلمته في مسرح “لا سكالا” في ميلانو

Share this Entry

بقلم ريتا قرقماز

ميلانو، الإثنين 4 يونيو 2012 (ZENIT.org) .- ألقى البابا بندكتس السادس عشر نهار الجمعة كلمة في مسرح “لا سكالا” في ميلانو أمام المشاركين في التجمّع العالمي السابع للعائلات.

استهلّ كلامه بالرجوع إلى 11 مايو 1946، عندما قاد أرتورو توسكانيني حفلة موسيقيّة مهمّة في مسرح “لا سكالا” الذي تمّ ترميمه بعد أحداث الحرب العالمية الشنيعة. يشكّل هذا المسرح أهميّة كبيرة ليس فقط لميلانو وإيطاليا إنّما للعالم كلّه فهو بمثابة مرجع موسيقي وثقافي. تحدّث البابا عن 11 مايو لأنّ ترميم هذا المسرح كان بصيص أمل للمدينة بأكملها لتعود وتقف بعد الخراب الذي خلّفته الحرب وراءها.

أعرب البابا بندكتس السادس عشر عن فخره لتواجده في هذا الحفل الموسيقي الرائع وشكر الكثيرين من ضمنهم العمدة جوليانو بيسابيا بالإضافة إلى الأوركسترا وجوقة مسرح “لا سكالا” لهذا الحفل الرائع والمؤثر الذي عزفت خلاله السمفونيّة التاسعة لبيتهوفن وهي من أهم المقطوعات في التاريخ الموسيقي.

يبيّن بيتهوفن في الموسيقى التي يعزفها النظريّة المثاليّة للإنسانيّة، “الفرح الدائم بين الإخوة والحب المتبادل تحت رعاية الله الأبويّة”. لا يعزف بيتهوفن الفرح المسيحي تحديداً إنّما فرح التعايش بين الناس والتغلّب على الأنانية، إنّها رغبة لتتّسم الإنسانيّة بالحب وهذا بمثابة دعوة للجميع بدون أي استثناء.

مع أنّ هذا التجمّع هو مناسبة فرح إذ يضمّ الناس من جميع أنحاء العالم إلّا أنّ أحداث الزلزال الذي ضرب وتسبّب بمعاناة الكثيرين تسبّب بالحزن في هذا اللقاء. وقال البابا “النيران لا تسكرنا إنّما الأحزان تشلّنا بعد رؤية هذا الدمار الذي سلب منازل الكثيرين وحياتهم…” وتساءل عن النظريّة التالية التي تقول أنّه “فوق في السماء المليئة بالنجوم، يسكن أب جيّد” وقال أننا “لا نبحث عن إله بعيد إنّما عن إله يدخل حياتنا ويشاركنا معاناتنا”.

وأضاف أنّه بعد هذا الحفل الموسيقي، سيذهب الكثيرون ليصلّوا للإله الذي يشاركنا معاناتنا على الدوام والذي ساعد الكثيرين على مشاركة الآخرين أحزانهم وتحويلها إلى حب، هذا ما يدعونا إليه هذا الحفل.

وأخيراً شكر الأوركسترا مجدداً والجوقة في مسرح “لا سكالا” والمايسترو “دانيال بارنبويم” على اختياره للسمفونيّة التاسعة لبيتهوفن ممّا سمح لنا بإيصال رسالة تضامن وأخوّة وسلام وهي رسالة مهمّة للعائلة حيث نتعلّم أوّلاً العيش المشترك والتخلّي عن الأنانيّة إذ “يبدأ نور السلام في العائلة لينير عالمنا لاحقاً” كما شكر الجميع على هذا الوقت الذي تشاركوه سوياً. 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير