مقابلة مع المطران جورج ابي يونس، راعي ابرشية المكسيك

بكركي، الجمعة 8 يونيو 2012 (ZENIT.org) –  التقى غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيادة المطران جورج ابي يونس راعي أبرشية سيدة شهداء لبنان في المكسيك، يرافقه ستة أساقفة أتوا من ست أبرشيات من المكسيك لإلتماس بركة غبطته والتعرف إلى الأماكن السياحية الدينية. بعد الّلقاء أوجز المطران أبي يونس لأبرز المحطات التي تخلّلتها زيارة البطريرك الرعوية إلى المكسيك والتي استمرت من22 نيسان المنصرم لغاية الخامس من أيار وشملت مدناً مكسيكية توزعت فيها الجالية الّلبنانية وهي: كنكون، غوادالاخارا، شيواوا، بويبلا، والعاصمة مكسيكو.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كنكون –Cancun : 23-26 نيسان 2012

و”البداية كانت في مدينة كنكون حيث شارك غبطته وحاضر في المؤتمر العالمي للسياحة الرعوية الذي أقيم برعاية الفاتيكان، وكانت له لقاءات متعدّدة مع أساقفة ومشاركين من أكثر من 41 دولة حول العالم. وهذا المؤتمر هو للدّلالة على أهميّة السّياحة في العالم ودور الكنيسة في هذا المجال. وتمّ التشديد على حضورها لتلبية الحاجات الدّينيّة للسواح الذين تزداد أعدادهم كبناء كابيلات مرادفة في الفنادق التي ينزلون فيها لممارسة طقوسهم الدينية، أو لللاجئين من بلد إلى آخر عبر إرشادهم ومساعدتهم معنويّاً وماديّاً وحمايتهم من أي عنف قد يتعرضون له في أثناء تنقلهم ليتأكدوا ان الله موجود معهم أينما كانوا.

وفي ما يتعلق بالزّيارة الرسمية الرّعائيّة لغبطته إلى المكسيك تمنّينا أن يزور كنائسنا المارونيّة في المكسيك. وكانت البداية في كنكون في قداس ضمّ الجالية الّلبنانية لمناسبة عيد مولد القديس شربل في كنيسة لللاتين. بعدها كان لقاء لغبطته مع الجالية اللّبنانيّة الّتي تتألّف من 150 عائلة لبنانيّة مسيحيّة، ومشاركة حاكم ولاية كينتانارو ألبيرتو برجي وهو من أصل لبنانيّ.

وهذه الزّيارة تقوّي روابطنا مع لبنان التي يدعمها تفعيل الزيارات السياحيّة الدينية لأرض لبنان بشكل عام. ولا بد في هذا الإطار من توجيه الشكر للسيد خوسيه عبد الّذي وضع في تصرّف البطريرك الراعي طائرة خاصّة زيّنها الشعار البطريركي لزيارة المناطق الّتي يودّ الإحتفال فيها وذلك للتعبير عن محبته وتقديره لرمز الكنيسة المارونية وللبطريركية المارونية.

غوادالاخار –Guadalajara: 27-28 نيسان 2012

المحطة الثانية كانت في مدينة غوادالاخارا وفيها 1500 عائلة لبنانية، حيث كان لقاء شعبي مميز بحضور كاهن الرعية الأب بيار بلعة المرسل اللبناني، عقبه قداس في كنيسة القدّيس بطرس الرسول للجالية اللبنانية رفعت فيه الصلاة على نيّة المشاركين. وأقيم حفل عشاء على شرف غبطته بدعوة من رئيس بلدية البلدة حيث يوجد أكثر من 1500 عائلة لبنانية. وهذا ما يدل على علاقة الإحترام والتقدير القائمة بين اللبنانيين والمسؤولين المكسيكيين نظرا للدور البناء الذي يلعبه اللبنانيون في حياة هذه الدولة على كافة المستويات. بدوره أولم القنصل اللّبناني أنطوان جريصاتي على شرف غبطته والوفد المرافق بحضور فعاليات رسمية وإجتماعية. وأود الإشارة الى ان اللبنانيين هنا من رجال اعمال ومستثمرين يتميزون بان الطاقم الإداري الذي يعمل معهم هو لبناني. ونذكر أيضا رئيس لجنة الكنيسة المارونية انريكي ضو الفعّال في الكنيسة المارونية. وبعد تمضية 24 ساعة في هذه المدينة توجهنا الى مدينة تشيواوا.

تشيواوا –Chihuahua: 28-29 نيسان 2012

في هذه المدينة توجد كنيسة مار شربل وكاهن رعيتها هو الأب ألبيرتو المعوشي الذي له اليد الطولى في بناء هذا المركز الإجتماعي الماروني الضخم بتصميم مطابق لمحبسة مار شربل، على قطعة ارض تبلغ مساحتها 10,000م2، والملفت أن الأيقونات التي زينت بها الكنيسة استقدمت من لبنان كلها وقد نفذها الأب عبدو بدوي في مشغل الفن المقدس في جامعة الروح القدس – الكسليك.

في هذه الرعية 100 عائلة مسيحية، وفي الولاية 4000 عائلة لبنانية. وما يميّز هذه الرعية نشاط كاهنها وسعيه المتواصل لتفعيل كل ما يعود بالفائدة الروحية والمعنوية لأبناء رعيته. واستقبال غبطته كان ملوكيا في هذه الولاية أيضا فلقد مشى على السجاد الأحمر ما ان وطئت اقدامه ارض المطار، حيث كان في استقباله حاكم الولاية خافيير دوارتي وعقيلته والأب المعوشي ووفد من الرّعيّة مع الاطفال. ورحّب دوارتي بغبطته والوفد المرافق وكذلك كانت كلمة شكر للبطريرك.

كما زار غبطته تمثال المغترب اللّبنانيّ الذي وضعته الجالية اللبنانية على ارض قدمتها لها الدولة المكسيكية لتكريم المغترب اللبناني. وفكرة إقامة تمثال في كل مدينة مكسيكيّة هي لتذكير اللبنانيّين بأهلهم وأرضهم وأرض أجدادهم الذين اتوا من لبنان الى المكسيك. وقد شدّد البطريرك الراعي امام الجالية اللبنانية على ضرورة العودة إلى لبنان وتعلّم اللّغة العربيّة للتّواصل مع الوطن الأم.

في 29 نيسان أقيم قدّاس رسمي بمناسبة عيد مار شربل بحضور رئيس أساقفة تشيواوا وعدد من الكهنة والأساقفة، حاكم الولاية ورئيس البلدية. وكان الحشد ملفتاً وبلغ نحو 4000 نسمة تنوّع بين رسميّ ومدنيّ وعسكريّ توزع داخل وخارج الكنيسة وكانت شاشات عملاقة في الباحة الخارجية لتنقل قداس غبطته الذي ألقى عظة باللغة الإسبانيّة شدّد فيها على العلاقات المهمّة بين الجالية اللّبنانيّة والدّولة المكسيكيّة ولبنان مشدّداً على أنّ لبنان هو أرض مقدّسة وموطن القدّيسين والشّهداء وعلى الجميع ان يزوره لأنه كان موطئاً لاقدام السيد المسيح. ثمّ كانت لقاءات مع الجالية.

بويبلا –Puebla: 30 نيسان 2012

وفي بويبلا كان استقبال حار من أبناء الجالية التي تضمّ حوالي 3000 عائلة معضمها من الموارنة، بحضور كاهن رعيّة سيّدة لبنان بنيتو راميريس. وقد قدّم رئيس البلدية لغبطته بعد زيارته لدار البلدية القلادة الملكية وعمرها أكثر من 500 سنة وهي تمنح فقط للشخصيات الهامة التي تزور المدينة والتي تساهم في سبيل السّلام العالمي وإقامة العدل والتّوافق ما بين الاديان. وهذا التكريم هو للدلالة على ان البطريرك الماروني يساهم ك
ثيرا بحكم موقعه في السلام والتوافق والمسامحة بين الأديان.

بعدها كان احتفال بالذبيحة الإلهية في كنيسة سيّدة لبنان تلاه حفل غداء اقامه النادي الماروني على شرف غبطته وقد ضم ابناء الجالية اللبنانية، واللقاء كان موفقاً وغنياً. يقوم النادي المكسيكي- اللبناني على عقار يبلغ 22،000 م2. ومن ثم زار غبطته رئيس أساقفة مدينة بويبلا فيكتور شانسيس وهو من اعاد كنيسة سيدة لبنان الى الموارنة منذ ثلاث سنوات لأنهم قد اسسوا وبنوا هذه الكنيسة.

مكسيكو –Mexico: 1-5 ايار 2012

ومن بويبلا انتقلنا الى مدينة مكسيكو على متن طائرة خاصة قدمتها لنا مؤسسة كارلوس سليم. وبدأت الزيارة لهذه المدينة في 1 ايار وانتهت في الخامس منه. وكانت لقاءات اهمها ذلك الذي جمع ممثلين عن المؤسسات الرسمية من مختلف الطوائف. بعدها انتقلنا الى كنيسة سيدة لبنان للرهبانية اللبنانية المارونية وكان لقاء وقداس رسمي مع الجالية اللبنانية. وكان حوار كذك تخلّله برنامج التنشئة المسيحية. ثم كان لقاء في القصر الجمهوري مع رئيس جمهوريّة المكسيك فيليبّي كالديرون ورئيس بلديّة مكسيكو مارسيلّلو إيبرا، وقد تمّ التطرّق إلى الوضع في الشّرق الأوسط والأسباب المباشرة وغير المباشرة للأزمات في الدّول العربيّة والأسباب الّتي أدّت إلى الرّبيع العربي. ثم التقى رئيس حكومة مدينة مكسيكو في المجلس البلدي، وقد منح البطريرك ميداليّة الشّخصيّات المميّزة. وكانت المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الميدالية لشخصيّة دينيّة كاثوليكيّة تزور المدينة.

وقدّم إيبيرا إلى الكنيسة المارونيّة أرضاً بمساحة 13 ألف متر لبناء مركز ماروني جديد. كذلك دعا رئيس اساقفة المكسيك مطران الأرثوذكس أنطونيو شدراوي في مركز المطرانيّة بحضور أكثر من مئتي شخصيّة من الهيئات الدّينيّة والسياسية والإقتصادية والمدنيّة وهناك كان لقاء خاص مع رئيس أساقفة مدينة مكسيكو ألكاردينال نوربيرتو ريفيرا، للبحث في شؤون كنسيّة عامّة وفي العلاقات بين الكنائس”.

وفي كنيسة القدّيس أوغوسطين احتفل غبطته بالذبيحة الإلهية لمناسبة عيد مولد القديس شربل. وهذا تقليد سنوي وهذه السنة احتفلنا مع غبطته بالعيد. وقد شرح غبطته أهميّة القدّيس شربل وعبادته في المكسيك مهمّة جدّاً. وهناك أكثر من 400 كنيسة يوجد فيها تماثيل لمار شربل وتأمين إحتفالات دينيّة سنويّة وشهريّة.

بعدها كان إستقبال رسميّ في السّفارة اللّبنانيّة. ووجهت القائمة بالأعمال ألين يونس دعوة لغبطته بحضور شخصيّات ديبلوماسيّة وكان تبادل للكلمات. ثم زرنا سيّدة غوادالوبّي – Guadaloupeوكان في استقبالنا رئيس المزار المونسنيور أنريكي غللّيني.

من ثم كان لقاء في جامعة ايبيرواميريكاناIberamericana للآباء اليسوعيّين حث تم الاتفاق على تدريس ما يتعلّق بالطّوائف الشّرقيّة لتعريف الغرب إليه. ثم زرنا كاتدرائيّة مار مارون للجالية اللّبنانيّة وعمرها أكثر من 400 سنة كانت للاّتين وأعطوها للموانة.

ثم كان لقاء برجال الأعمال اللّبنانيّين: غرفة الصّناعة والتّجارة اللّبنانيّة – المكسيكيّة والجامعة الثّقافيّة في العالم. مؤسّسة مار شربل المكسيكيّة لتشجيعهم على الإستثمار والمساهمة في إنماء لبنان وإقامة مشاريع وزيارة أرض لبنان.

إستقبال خاص في دار الأبرشيّة المارونيّة نظّمه المطران أبي يونس بحضور 550 شخص لتوديع البطريرك حيث شكر المطران الكهنة والشّخصيّات اللّبنانيّة والمكسيكيّة الّتي ساهمت في إنجاح هذه الزّيارة بدعمها وتمويلها على كافّة المستويات ومساهمتها ماديّاً ومعنويّا ورسميّاً. ونخصّ بالذّكر مؤسّسة “تلمكس” وعائلات نعمة، أيّوب، جعيتاني، أنطون، مازا وغيرها والشّيخ سامي الخوري، والنّادي اللّبناني بشخص رئيسه خيمي طعمة، الذي نظّم اللّقاء الأهمّ للجالية اللّبنانيّة مع غبطته.  

وحول اهمية الزيارة الراعوية للبطريرك الراعي الى المكسيك، اعتبر المطران ابي يونس انها تركت في نفوس اللبنانيين أطيب الاثر واعمق الذكريات، وشدّدت اواصر العلاقة والتواصل بين الموارنة ورأس كنيستهم الام وبين اللبنانيين ووطنهم الام لبنان، مؤكداً ان الالتفاف الكبير حول غبطته يعكس رغبة اللبنانيين المغتربين في السير وراء شخص البطريرك الذي يريد وحدة وتضامن كل اللبنانيين والذي يسعى الى توحيد صفوفهم حول المصلحة العليا للوطن لبنان تجاه كل ما يُحاك له من مكايد في الداخل والخارج. ونحن وكما ابناء ابرشيتنا نقف الى جانب غبطته في رسالته العظيمة وفي جميع مساعيه الخيّرة والبنّاءة لقيادة الكنيسة والمؤمنين الى شاطىء الامان.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير