بقلم ريتا قرقماز
روما، الخميس 14 يونيو 2012 (ZENIT.org).- “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس” (متى 28:19) لماذا لا يكفي أن نعرف تعاليم المسيح والقيم المسيحيّة لنكون مسيحيين حقًا؟ وما دور المعموديّة؟ على هذه الأسئلة وغيرها أجاب البابا بندكتس السادس عشر في مداخلته نهار الإثنين عند افتتاح المؤتمر الإفخارستي في روما.
بدأ البابا بتوضيح معنى المعموديّة ألا وهو “الاتحاد بالله” ذاكراً نتائج هذا الاتحاد. فبعد المعموديّة يصبح الله قريباً جداً منّا وبالتالي علينا دائماً التفكير في ذلك لنستطيع أن نعيش فعلاً في حضرته. بالإضافة إلى ذلك، قال البابا بندكتس السادس عشر أنّنا “لسنا نحن من نجعل من أنفسنا مسيحيين”، صحيح أنّ القرار مهمّ ولكن يعود الأمر إلى فعل الله: “فأنا لا أصنع نفسي مسيحيّاً، إنّما أقول “نعم” للّه لأصبح مسيحياً”. النتيجة الثالثة هي أنّه “بمجرّد اتحادي بالله، أتحد بإخوتي وأخواتي فهم جميعهم في الله أيضاً”. وأخيراً، قال البابا أنّه “بالاتحاد بالله نحصل على الحياة الأبديّة”.
في مرحلة ثانية، تحدّث بندكتس السادس عشر عن طقوس سرّ المعموديّة وكيف أنّه يتألّف من عنصري الماء والكلمة مشيراً إلى أهميّتهما ومعناهما الذي اكتسباه منذ القدم. فالمسيحيّة ليست روحيّة فقط إنّما هي حقيقة كونيّة. عنصر الكلمة يتضمّن التجرد والوعود والدعاء وعنصر الماء يدلّ على الموت والقيامة. وأضاف أنّ “سرّ المعموديّة ليس فعلاً لساعة واحدة إنّما هو واقع يدوم طوال حياتنا، وهو مسيرة نخطوها طوال عمرنا”.
من المعاني التي أعطاها البابا للمعموديّة هي أنّ “المعموديّة حوار مع الله وفعل الله معنا مع تجاوبنا له وهي بالتالي مسيرة”… وباشر قائلاً أنّه “لفهم حقيقة الله علينا أن نعيش الحقيقة لتضحي الحقيقة حياتنا وبالتالي نفهمها فعلاً” وأضاف أنّ “المعموديّة هي موت وحياة، إنّها موت وجود معيّن يليه ولادة جديدة وقيامة لحياة جديدة مثلما حصل مع المسيح الذي صلب ومات وقام من أجل خلاصنا”.
وأخيراً لا يسعنا إلّا والتساؤل ما إذا كان من الأفضل أن نترك الأطفال يختارون المعمودية… وما إذا كان من الصحيح أن نفرض على الطفل ديانته… هذه الأسئلة تستند أكثر إلى عنصر الخيار وينظر إلى الموضوع كحمل لا يجب فرضه بدون موافقة الشخص. ولكن الواقع يختلف عن ذلك، فنحن نولد بدون موافقتنا، إذ لا يسألنا الله سواء أردنا المجيء إلى هذا العالم أم لا وبالتالي فالمعموديّة ليست مخالفة للإرادة لا بل هي ضروريّة لتأكيد هبة الحياة التي منحنا إيّاها الله. ويقتضي التحدّي في أن نعيش هبة الحياة هذه فعلياً في المسيرة التي تلي المعموديّة وفي قولنا “نعم!” والعيش دائماً في الله بطريقة جيّدة.