دبلن، الاثنين 18 يونيو 2012 (ZENIT.org). – وسط أجواء ماطرة وعاصفة استهل الوفد المشارك من الأراضي المقدسة في المؤتمر القرباني الخمسون يومهم بالصلاة الصباحية مع جمع المؤمنين الذين لا يزالون يتوافدون على دبلين من أكثر من 100 دولة من شتى أنحاء العالم للمشاركة في أعمال المؤتمر، بعد تأمل بالكتاب المقدس ، قاده المطران وليم الشوملي ، وتمحور حول لقاء السيد المسيح بزكا العشار في اريحا ، وقد شارك أعضاء الوفدج بالتأمل الجماعي على طريقة القراءة الربانية أو Lectio divina
يوم المصالحة والتوبة هو ما اختبره المشاركون في المؤتمر يوم الخميس، فقد ترأس ليتورجية التوبة الكاردينال بيتر توركسون رئيس المجمع البابوي للعدالة والسلام، تم خلالها المشاركة بخبرات وشهادات حياة أثرى بها محدثوها الجمع بما قدموه من اعتذارات عن تجارب كانوا قد عاشوها في السابق وكان يوم المصالحة والتوبة هو الفرصة لمسامحة كل من أساء لهم أمام جمع المؤمنين.
كما تضمن البرنامج على ورشات عمل وسلسلة من المحاضرات والتعليم المسيحي. ثم كانت فرصة للمؤمنين للتقرب من سر الإعتراف المقدس لمدة ثلاث ساعات لم تفرغ من خلالها قاعات المؤتمر من المؤمنين الذين قرروا المصالحة مع الذات والله والقريب والتقرب إلى الله والتوبة من الأعماق حيث يتمحور سر الإفخارستية المقدس. ومن الجدير بالذكر أن الكهنة المشاركين من الأراضي المقدسة قد شاركوا هم بدورهم في سماع الاعترافات من المؤمنين المتواجدين على أرض المؤتمر.
وقاد التعليم المسيحي لهذا النهار الكاردينال Monsengwo Pasinya وهو أول إفريقي ينال الدكتوراة في الدراسات الكتابية . ومن الشهادات المؤثرة التي أصغى إليها المشاركون شهادة حياة من Richard Moore مؤسس حركة “أطفال في الأزمات” فقد لاقت اعجابا وتأثرا ، اذا أصبح أعمى على عمر 10 سنوات، بسبب طلقة سددها له احد الجنود، وبعد سنوات من الصراع ، غفر له وسامحه.
وفي ظهيرة اليوم عينه احتفل الكاردينال سيان برادي رئيس أساقفة إيرلندا بالذبيحة الإلهية وباللغة الإيرلندية، ولم تفت الكاردينال في عظة القداس وبعد تلاوة إنجيل الخروف الضال أن يعتذر باسم الكنيسة في إيرلندا عما ارتكبه بعض الكهنة من اعتداءات متعددة على الأطفال وعن تقصير بعض رجال الكنيسة من إعطاء مثل الراعي الصالح لمؤمنيها طالباً العفو والمغفرة من الله أولاً والمغفرة ثانياً من الضحايا، وبخاصة أولئك الذين ما زالوا يعانون نفسياً وجسدياً من تلك الانتهاكات. إنها لحقاً لحظات رائعة تجلت من خلالها المسامحة والمحبة المسيحية الحقة.
وكان قد شارك في الذبيحة الإلهية غبطة البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للاتين الذي وصل صباح الخميس وسوف يترأس قداساً احتفالياً مساء اليوم يمنح خلاله سر مسحة المرضى لعدد من المرضى والمسنين من المشاركين في الذبيحة.
وتوجه البطريرك بعد الذبيحة الإلهية للعشاء مع الكاردينال Brady. أما الوفد المشارك الذي يرأسه المطران ويليام الشوملي فقد لبّى دعوة فرسان وسيدات القبر المقدس في إيرلندا على حفل عشاء تخلله إلقاء كلمات محبة وترحيب ألقاها المطران الشوملي والسيد نيكولاس ماكينا رئيس جمعية فرسان القبر المقدس الخيرية في إيرلندا. وبعد تناول العشاء أصغى الحضور إلى أناشيد دينية وفلكلورية من التراث العربي والإيرلندي.
وهكذا أمضى الوفد المشارك يوماً مليئاً بالنشاطات المتعددة والتي شارك بها الوفد مع المؤمنين من كافة أنحاء العالم رغم الأمطار الغزيرة التي لم تمنعهم عن القيام بهذه النشاطات والمشاركة الروحية الفعلية في أعمال المؤتمر.
