دبلن، الثلاثاء 19 يونيو 2012 (ZENIT.org)- تحدث الباباالبابا بندكتس السادس عشر في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في المؤتمر العالمي الخمسين للإفخارستيا في دبلن عن التراث الروحي الغني للكنيسة الإيرلندية وعن عمق التقوى الافخارستية التي تميز هذا الشعب. كما وتحدث الأب الأقدس عن المجمع الفاتيكاني الثاني الذي نحتفل في هذا العام بالذكرى السنوية الخمسين على بدايته.
وأشار بندكتس السادس عشر إلى الدور الخاص الذي لعبه المجمع في تعزيز مشاركة المؤمنين الفعالة في حياة الكنيسة وخصوصًا في القداس الإلهي والتقوى الافخارستية.
وقد قام المجمع بتجديد الأشكال الخارجية بغية تسهيل تعمق المؤمنين بعيش سر المسيح في الأسرار. فالغرض الحقيقي من الجديد “كان قيادة الناس الى لقاء شخصي بالرب الحاضر في الإفخارستيا، أي الله الحي، بحيث من خلال هذا التواصل مع محبة المسيح، قد تنمو محبة إخوته وأخواته لبعضهم البعض”.
ولطالما “اشتهرت إيرلندا بالقداس لمدى عقود، وبفضل قوة ونعمة أجيال الرهبان، والشهداء والمرسلين الذين عاشوا ببطولة الإيمان في منازلهم، انتشرت البشرى السارة عن محبة الله ومغفرته الى ما وراء شواطئكم”. فالإيرلنديون هم “ورثة كنيسةٍ كانت مثال القوة الجبارة للخير في العالم، والتي تدفق منها الحب العميق والدائم للمسيح وأمه مريم لآخرين كثر”.
الشكوك والدعوة إلى الأصالة المسيحية
ثم توقف الأب الأقدس في رسالته على الأحداث المؤلمة والمشككة التي كانت الكنيسة الإيرلندية عرضة لها في السنوات الأخيرة، أي الاعتداءات الجنسية من قبل بعض رجالات الكنيسة على القاصرين. عبّر البابا عن أسفه لهذه الخطايا الخطيرة لأن أولئك المكرسين “بدلا من إرشاد الأطفال المؤتمنين إلى عيانتهم الى الطريق المؤدية الى المسيح، وبدلا من أن يشهدوا على صلاح الله، أساؤوا اليهم وقوضوا مصداقية رسالة الكنيسة”.
وتساءل قداسته: ” كيف لنا أن نشرح حقيقة أن هؤلاء الناس الذين تلقوا جسد الرب، واعترفوا بخطاياهم بسر التوبة صدرت عنهم أذية كهذه؟”.
ورغم اعترافه بأن الأمر يبقى لغزًا إلا أنه أردف قائلاً: “من الواضح حتى الآن، أن مسيحيتهم لم تعد تتغذى من اللقاء الفرح مع يسوع المسيح: لقد أصبحت مجرد مسألة عادة”.
ومن هنا تأتي آنية عيش ذكرى المجمع وعيش هذا المؤتمر الافخارستي إذ هدف الإثنين هو التغلب على هذا النوع من المسيحية السطحية والشكلية “وإعادة اكتشاف الإيمان كعلاقة صداقة عميقة مع طيبة يسوع المسيح”.
وتابع البابا: “نود هنا أن نلتقي بالرب القائم من الموت، لعله ينفخ فينا كما فعل مع رسله في الفصح قوة روحه القدوس، وبذلك يساعدنا لنكون شهودًا حقيقيين لمحبته وللحق. فحقيقته هي المحبة، كما أن محبة الله هي الحقيقة”.