وكان تعليم البابا الأسبوعي قد تمحور هذا الأربعاء حول رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس وقال إن بولس رفع التمجيد لله الذي اختارنا قبل نشأة العالم لنكون قديسين أمامه في المحبة. إن الله دعانا لنكون قديسين من خلال الحياة المسيحية ويطلب منا أن نخدمه في الكنيسة. وخيار الله هذا جاء قبل تأسيس العالم. بعدها توقف بندكتس السادس عشر عند كلمات رسول الأمم الذي تحدث في رسالته إلى أهل أفسس عن مخطط الله الذي منحنا الخلاص بواسطة ابنه الحبيب “الذي فيه لنا الفداء بدمه، غفران الخطايا، حسب غنى نعمته” (أفسس 1، 7). وأكد البابا أن تضحية المسيح بذاته على الصليب كانت الحدث الأول والأخير الذي أظهر من خلاله الله الآب محبته لنا، ليس بالقول فقط، لكن بطريقة ملموسة إذ دخل إنسانيتنا وسار معنا في طريق العذاب وذاق طعم الألم والموت.
تابع البابا يقول إن القديس بولس الرسول يدعونا للتفكير بعمق محبة الله لنا، هذه المحبة التي تبدل التاريخ، والتي بدلت حياة بولس من مضطهد للمسيحيين إلى رسول يعلن الإنجيل بلا هوادة. وأكد بندكتس السادس عشر أن النظرة التي قدمها لنا القديس بولس في رسالته تحملنا على التأمل بالثالوث الأقدس: الآب الذي اختارنا قبل نشأة العالم والابن الذي أعتقنا بدمه والروح القدس الذي هو ضمانة خلاصنا ومجدنا المستقبلي. من خلال الصلاة ـ تابع البابا ـ نتأمل بسر مخطط الله المحب في تاريخ البشر وفي حياتنا الشخصية. والصلاة تساعدنا على رؤية علامات هذا المخطط الرحوم خلال مسيرة الكنيسة. هكذا ننمو في محبة الله، ونفتح باب قلبنا ليدخل الثالوث الأقدس ويسكن فيه، ينيره ويدفئه ويقود حياتنا.
وختم البابا مؤكدا أنه عندما تغذي الصلاة حياتنا الروحية نصبح قادرين على الحفاظ على ما سماه القديس بولس “سر الإيمان” بضمير نقي. فالصلاة تولد رجالا ونساء لا يحركهم العطش إلى السلطة والأنانية والرغبة في امتلاك الأشياء بل يوجه حياتهم العطش إلى الخدمة ومجانية العطاء والرغبة في محبة الآخر وهكذا فقط نستطيع أن نحمل النور إلى هذا العالم المظلم.