بقلم روبير شعيب

ميلانو، الاثنين 4 يونيو 2012 (ZENIT.org). – ذكّر بندكتس السادس عشر الأزواج بالمهام والنعم الخاصة التي يعيشها الرجل والمرأة في الزواج المسيحي مشيرًا إلى البعد اللاهوتي الهام الذي يتضمنه الزواج كبعد الحب وبعد الإنجاب والتربية.

جاء حديثه في معرض العظة الختامية للقداس الذي ترأسه في ختام زيارته الرسولية إلى ميلانو والتي تزامنت مع اللقاء العالمي السابع للعائلات حول موضوع: "العائلة: العمل والعيد".

وذكر الأب الأقدس بالكرامة المتساوية التي يتقاسمها الرجل والمرأة في الإيمان البيبلي والمسيحي، وهي مساواة لا تزيل الاختلاف بل تغتني به، فقال: "خلقنا الله ذكورًا وإناثًا، متساوين في الكرامة ولكن لكل منا صفات وخصائص، بحيث يمكن أن يكون الإثنين هدية لبعضهما، ويمكن أن يقدرا بعضهما، ويؤلفا شراكة حب وحياة".

وقال البابا في هذا الصدد: "إن ما يجعل من الإنسان صورة حقيقية عن الثالوث الأقدس، صورة الله، هو الحب".

وأوضح أن فعل العطاء في الزواج لا يقتصر على إعطاء أمور معينة، بل هو هبة ذات كاملة: "أيها الأزواج، خلال عيشكم للزواج أنتم لا تعطون الآخر أي عمل أو شيء معين، بل تهبون له حياتكم بأكملها".

ثمار الحب

وشرح فكرته قائلا: "في المقام الأول حبكم يعود بثماره عليكم لأنكم رغبتم وحققتم خير الآخر، لقد اختبرتم فرح العطاء والأخذ".

ثم تحدث عن ثمر خصب الحب الثاني الذي هو خصب الإيلاد: "كما تظهر ثماره أيضًا في إنجابكم للأولاد، وفي عنايتكم بهم، وفي تعليمهم الحكيم واليقظ".

وأخيرًا، تحدث البابا عن البعد الاجتماعي للحب الزوجي: "يعطي حبكم ثماره للمجتمع، لأن الحياة العائلية هي المدرسة الأولى التي لا غنى عنها للفضائل الإجتماعية، كاحترام الأشخاص، والمجانية، والثقة، والمسؤولية، والتضامن، والتعاون".

الحضور للأولاد

ثم حذر الأب الأقدس الأزواج من هيمنة العالم التكنولوجي والمهني التي تبعد الأزواج عن حياة العائلة وعن تربية أولادهم مباشرة فقال: "أيها الأزواج الأعزاء، في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا، عليكم أن تنتبهوا لأولادكم وتنقلوا إليهم، بهدوء وثقة، أسباب العيش، وقوة الإيمان، موجهينهم نحو أهداف سامية ومقدمين الدعم لهم في ضعفهم".

ثم وجه كلمة للأولاد قال فيها: "كونوا على يقين من أنكم تحافظون على علاقة مودة عميقة وعناية جيدة بوالديكم، واعلموا أن علاقاتكم مع إخوتكم وأخواتكم هي فرصة للنمو في الحب".

ورفع بندكتس السادس عشر فكر الحضور إلى قدسية الزواج ومعناه الأسراري السامي: "إن مشروع الله للزوجين هو أن يكتملا بيسوع المسيح الذي رفع الزواج وجعله سرًّا".

سر الزواج والإنجيل الحي

البعد الأسراري يظهر في أن المسيح يجعل الأزواج شركاء في حبه الزوجي، وعلامة لحبه الأمين واللامحدود للكنيسة.

وحضهم قائلاً: "إذا عرفتم قبول هذه العطية، مجددين "نعمكم" كل يوم بالإيمان، وبالقوة المتأتية من نعمة السر، عندها إذا ستنمو عائلاتكم في محبة الله على مثال العائلة المقدسة في الناصرة".

ثم أردف الأب الأقدس قائلا: |أدعو جميع العائلات، للصلاة كثيرًا ولطلب معونة العذراء مريم والقديس يوسف، ليتمكنا من تعليمها كيفية قبول محبة الله مثلهما. ليس من السهل على العائلة عيش دعوتها، بخاصة اليوم، ولكن الدعوة للحب هي شيء رائع، هي القوة الوحيدة التي بإمكانها تغيير الكون، والعالم".

هذا وتابع قائلاً: "عليكم أن تعيشوها بشجاعة، وكونوا أكيدين من أنه بقدر ما تحييون حبكم لبعضكم البعض وللجميع، فبمساعدة نعمة الله، تصبحون إنجيلًا حيًّا، وكنيسة حقيقية".