كلمة المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم في مؤتمر الحوار الوطني السوري

“لا للعنف… نعم للديمقراطية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

طهران، الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي كلمة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الارثوذكس في حلب / سوريا والتي ألقاها في مؤتمر الحوار الوطني السوري تحت شعار: :لا للعنف .. نعم للديموقراطية والإرادة  الشعبية”، والذي عقد في قاعات فندق الاستقلال / طهران – ايران بدعوة من وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي اكبر صالحي في يومي ١٨ و١٩ نوفمبر 2012.

* * *

معالي وزير الخارجية الايرانية 

الدكتور على اكبر  صالحي

ايتها الاخوات،  ايها الاخوة

لقاؤنا هذا المعنون ب  : مؤتمر الحوار الوطني السوري ” لا للعنف .. نعم للديموقراطية  والارادة الشعبية ” في طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية ،  وبدعوة كريمة من وزير الخارجية الايراني الدكتور علي اكبر صالحي  وبحضوره الشخصي ،  يحف به اركان الوزارة ، هذا اللقاء له معان كثيرة ، وارجو الله تعالى ان يكون له ابعاد  ايجابية في كل المجالات الوطنية المطلوبة ، لهذا فالشكر موصول الى اصحاب الدعوة  وكل القيمين على نجاحه

عنوان اللقاء واضح لا يحتاج الى شرح او اجتهاد ، انه مؤتمر” الحوار الوطني السوري  ” وهو يضم ممثلي كل الاطياف والشرائح الذين  جاءوا ليقولوا  بصوت عال ومدو: لا للعنف .. نعم للديموقراطية … ونحن هنا من نمثل من مكونات سوريا الوطن المنكوب ومن يتطلع الينا من ابناء شعبنا الجريح.

نوجه رسالة الى العالم كله ، الدول التي تقف مع سوريا او هي ضدها  ، ونعلن فيها بان الحالة الراهنة لا تعبر عن مكنونات السوريين ، فالاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا هي ضد العنف بكل اشكاله ، العنف المعنوى او المادي ، العنف الذي يؤدي الى اقصاء الاخر ، وقتله ودفنه مع طموحاته ورؤاه المتجهة  نحو الخير والعطاء الصالح ، وفي الوقت ذاته نناشد كل الاطراف المتنازعة  اليوم ،  والمتصارعة على ساحة الوطن ونحثها لتعمل معا  من اجل ترسيخ مفاهيم الديموقراطية  والتعددية والتنوع في المجتمع السوري ..

بعيدا عن المجاملات التي اعتدنا عليها في الماضي ، والخطاب الانشائي الذي لا جدوى له ، يتوق شعبنا العطشان اليوم الى  ان يرتوي من ينابيع  الامن والامان والسلم والاستقرار، ولا يرى المخلصون من ابناء شعبنا بديلا عن المواطنة كسقف يستظل تحته كل المواطنين ، لهذا فثقافة المواطنة وترسيخها في اذهان السوريين هي الخطوة

الاولى للانطلاق لبناء الوطن وتحصينه من كل الثغرات ليواجه التحديات مهما كانت خلفياتها ، والمواطنة تشعر المواطنين السوريين بانهم متساوون امام القانون ، ويضمن الدستور لهم حقوقهم كاملة وهم يدركون واجباتهم على اكمل وجه ، ولا فرق بين المواطنين مهما كانت كانت خلفياتهم سواء كانت اثنية او لغوية ، ثقافية او دينية.

ان السوريين كافة  ، بعد هذا الحراك الشعبي الذي دام سنة كاملة وثمانية اشهر،  يتطلعون الى زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة ، فالوطن لا يشعر بمكانته السامقة  الا اذا كان سيدا ، حرا ، كريما ، مستقرا ووفر لمواطنيه التشاركية  في الممارسة الديموقراطية لحرية المعتقد ، وفسح المجال للتعبير عن هواجسه ومكنوناته  التي هي كفيلة لتحقيق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة المطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى بان نقف نحن المواطنين معا ، وندافع عن العدالة الاجتماعية ، ونبقى مع سيادة القانون ، ونحمي السلم الاهلي، ونتغنى بالوحدة والعيش معا …

ان كل سوري يدرك ان سمات سوريا لعقود طويلة مثل : الوحدة  الوطنية ، والعيش المشترك ،  والاخاء الديني ، اصبحت جزءا من تراث هذا الوطن ، لهذا يتمسك المواطنون بالسمات الوطنية السامية ، ويرفضون ان تزعزع الفوضى ترابط النسيج الوطني السوري ، ويقفون صفا واحدا لمواجهة كل التحديات التي تقف حجر عثرة في طريق خلاص الوطن من الام الانقسامات الداخلية ، منها : المخططات الوافدة من جهات غربية مشبوهة  تهدف الى النيل من ضمانة مستقبلنا.

دعوني اكون صريحا معكم ، وانا اتكلم  بكل شفافية بايمان وثقة وامل ، بان  مؤتمرنا هذا يجب ان يكون فاتحة خير لجميعنا ، ولكن قبل ان نستنكر مخططات الغرب الذي يلوح بالحرب الاهلية ، ويدعو  الى التقسيم والتفتيت لسوريا الوطن الواحد ، ويهلل للتدخل الخارجي ، علينا ان ننقي رؤانا من كل المقترحات ،  ونتجه الى شعبنا المصلوب على خشبة الالام والاوجاع لسنة ونيف ، بعد ان خلقت هذه الحالة الشاذة في الوطن جوا كئيبا في مجتمعاتنا ، ومدننا ، وقرانا ، وحاراتنا ، وبيوتنا ، وصرنا نخاف من الخوف ، وندهش  للارقام الكبيرة للشهداء والضحايا ، والجرحى والمصابين  ، والمعتقلين والاسرى ، والارامل والايتام والشيوخ ، ونقرف من صور الدمار والخراب والفساد التي عمت في كل ارجاء سوريا ، ونتطلع بامل ورجاء الى ان يعود الوطن الى بهائه والقه وجماله التي كان عليها قبل الاحداث المريرة.

اناشدكم باسم اولئك جميعا ، بل باسم كل الشرفاء والاوفياء والمخلصين من ابناء شعبنا السوري الابي، وبخاصة باسم من يؤمن بغنى تاريخ الوطن وتراثه وعطاءاته ، بان لا نضيع الفرصة المتاحة لنا  اليوم،  بل نعمل من اجل سوريا الغد ، وها انا اقدم اقتراحاتي ، ارجو ان تلقى اذانا صاغية منكم ، ونبدأ بعجلة البناء في كل الاتجاهات 

١- وقف العنف بكل اشكاله ، وهذا يعني وقف اطلاق النار بشكل فعال ودائم ، اي وقف نزف الدم ، والتخفيف من الام الناس وبالتالي وضع  حد للاحقاد والضغائن التي  دخلت وعشعشت في قلوب مئات الالاف م
ن السوريين

٢ – السماح بدخول المساعدات الانسانية بكل انواعها الى كل مكان فيه معوز ومحتاج وفقير ، وقد كبرت اعدادهم في كل المجتمع السوري ، وفي الوقت نفسه معالجة جميع المرضى والجرحى والمصابين ومشوهي الحرب.. ومؤاساة القلوب المكلومة بالتعويض المعنوي والمادي بالقدر المستطاع ، واعادة المقتلعين من ديارهم  الى بيوتهم وفتح المدارس والجامعات ودعوة الطلبة من الجنسين ومن كل الاعمار اليها ، لتستمر الحياة التربوية والثقافية والعلمية في  كل جوانب الوطن

٣ – الدعوة الى طاولة المفاوضات تحت رعاية تضمن حقوق جميع المشاركين ومن كل الاطراف من الوطن وخارجه دون اي استثناء ، ووضع  اجندة مدروسة تكفل  اعادة الثقة بين كل المواطنين من جهة،  وبينهم وبين الوطن من جهة اخرى

٤-  واخيرا اعتماد مبدأ قبول الاخر في التعامل بين المواطنين كافة ، فكل مواطن يؤمن بالوطن ، ويعمل من اجل مستقبله ، يقبل في احضان الوطن . ولا يقبل الغريب وغير المواطن الذي شارك في القمع والخطف والارهاب والخطف ، وساهم في دمار الوطن وخرابه ونشر الفساد في ارجائه لتحقيق هذه المقترحات ارى اننا بحاجة الى لجنة متابعة لتنفيذ اي قرار يتخذ هنا ويمكن تطبيقه على ارض الواقع.

ارجو لمؤتمركم النجاح والفلاح وان يسمع العالم كله بان سوريا ستبقى للسوريين فقط  وهم في الداخل والخارج يعلنون وبايمان راسخ وثقة كبيرة لا للعنف .. نعم للديموقراطية .

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير