هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة

توجَّه التلاميذ إلى معلِّمهم السيد المسيح سائلين إيَّاه: "لماذا لم يستطيعوا أن يخرجوا روحًا نجسًا تمكَّن من إنسان معذَّب." فأجابهم إلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح قائلاً: "هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة"

أيُّها الأحبَّاء، أدعوكم أن تستجيبوا إلى دعوة يسوع إلينا جميعًا رعاة ورعيَّة إلى الصوم والصلاة أيَّام الحروب والمآسي المفجعة التي تلفُّ عالمنا العربي وبخاصَّة سوريا والتي تسبَّبت في ضحايا بالآلاف وبمهجَّرين بمئات الآلاف.

هذا ما فعلته الجماعة المسيحيَّة الأولى أمام الأخطار التي هدَّدتها، كما يصف القدِّيس لوقا في أعمال الرسل حيث نقرأ: "حدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتَّت الجميع في كور اليهوديَّة والسامرة ما عدا الرسل" (أعمال 8، 1).

ونقرأ لاحقًا: "فلمَّا سمعوا رفعوا بنفسٍ واحدةٍ صوتًا الى الله و قالوا أيُّها السيِّد أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكلَّ ما فيها، القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجَّت الامم وتفكِّر الشعوب بالباطل، قامت ملوك الارض واجتمع الرؤساء معًا على الربِّ وعلى مسيحه. لأنَّه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدُّوس يسوع الذي مسَحتَه هيرودسُ وبيلاطسُ البنطيُّ مع أممِ وشعوبِ إسرائيل.  ليفعلوا كلَّ ما سبقت فعيَّنت يدُك و مشورتك أن يكون. والآن يا ربّ انظر إلى تهديداتهم وامنح عبيدك أن يتكلَّموا بكلامك بكلِّ مجاهرة، بمدِّ يدك للشفاء ولتجري آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع. ولما صلّوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلئ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلَّمون بكلام الله بمجاهرة. وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد منهم يقول عن شيئ يملكه إنَّه له بل كان كلَّ شيئ لهم مشتركًا بينهم." (أعمال 4، 24- 32).

أدعوكم إلى مبادرة روحية مرتكزة على الصلاة. أدعوكم إلى إقامة صلاة يوميَّة في كلِّ رعايانا وكنائسنا لأجل السلام العلوي وسلام العالم أجمع وسلام أرضنا المقدَّسة وبلادنا العربيَّة وبخاصَّة سوريا. وذلك لمدَّة ربع إلى نصف ساعة يوميًّا. يتناوب على إحيائها فرق من الرعيَّة بحضور الكاهن ومشاركته أو بقيادة راهبة، علماني، رجل، إمرأة، وشبيبة.
يضع كلُّ كاهن برنامجًا لهذة الفترة من الصلاة والتأمُّل والابتهالات لأجل السلام. ولهذا الغرض نرفق صلاة للبابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني تلاها في القنيطرة لدى زيارته لسوريا عام 2001. وهي صلاة شاملة لكلِّ منطقة الشرق الأوسط ولسوريا خاصَّة، ونضيف صلاة أخرى مختلفة مجهولة المؤلِّف.

ويمكن أن تضاف إليها مختارات من طلبات ما بعد الإنجيل في كتاب ليترجيا القداس الإلهي (رقم 9-11، 39، 43). ونرنِّم :"خلِّص يارب شعبك وبارك ميراثك مانحًا العالم السلام واحفظ بصليبك رعيَّتك." ومع صلواتنا نقول: "لنذكر سيِّدتنا الكاملة القداسة الطاهرة الفائقة البركات المجيدة والدة الإله الدائمة البتوليَّة مريم، وجميع القديسين، ولنودع المسيح الإله ذواتنا وبعضنا بعضًا وحياتنا كلَّها."

مع بركتي ومحبَّتي ودعائي

+ غريغوريوس الثّالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم

الميلادُ دعوةٌ إلى المصالحة

أنشودة الملائكة في عيد الميلاد هي بشرى مفرِّحة. ننشدها مهما كانت الظروف، وحتّى في قلب معاناتنا في هذه الأيام المأساوية في مشرقنا العربي وبخاصّة في سوريا. إنّها أنشودة تدعونا إلى تمجيدِ الله خالقنا، وإلى صُنع السلام على الأرض، وإلى المسرّة والفرح بين البشر.