القدس، الثلاثاء 27 نوفمبر 2012 (ZENIT.org). - وصل رئيس الاساقفة جوزيف لاتساروتو صباح أمس الاثنين الى كنيسة القيامة في القدس، في مستهل  مهامه كقاصد رسولي في القدس والاراضي الفلسطينية ، وسفير بابوي لدى اسرائيل . وكان في استقباله البطريرك فؤاد الطوال ، بطريرك القدس للاتين، والاب بيير بييتسابيلا ، حارس الاماكن المقدسة ، وممثلون عن مختلف الكنائس في القدس ، وقد نقل لنا الأب رفعت بدر، مدير موقع أبونا، تفاصيل خطاب البطريرك باسم البطريركية اللاتينية والكنائس في الارض المقدسة.

* * *

صاحب السيادة رئيس الأساقفة جوزيف لاتساروتو

حضرة الأب بيير بيتسابيلا حارس الأماكن المقدسة

أصحاب السيادة، أيها الأصدقاء

انها لحظات مليئة بالمعاني أن يبدأ القاصد الرسولي في القدس رسالته بحج الى كنيسة القيامة – القبر المقدس، حيث انتصرت الحياة على الموت واجتاح النور الظلام، والمصالحة غلبت الانقسامات.

من هنا تستمد كل طاقتك وقوتك في مهامك المستقبلية في مدينة ما زالت تتوق الى العدالة والسلام. والرب القائم يثبت خطواتك طوال هذه الطريق.

باسم البطريركية اللاتينية والجماعات المسيحية في الأرض المقدسة، أرحب بحرارة بك يا صاحب السيادة رئيس الأساقفة لاتساروتو، وهذه ليست المرة الاولى التي تأتي فيها إلى الشرق الأوسط للاقامة والعمل ، فقد خدمت سفيراً بابوياً لدى المملكة الأردنية الهاشمية، والعراق في 1994، ونحن مسرورون لعودتك اليوم.

ان عمل السفير البابوي هو تقوية العلاقات بين الكنائس الكاثوليكية المحلية والكرسي الرسولي وكذلك بين الكرسي الرسولي والدول الفردية، وبالتالي مع الأرض المقدسة. وان مهامك تحمل طابعاً مسكونياً، وبالتأكيد طابع اللقاء بين الأديان، حيث تمثل جماعتنا المسيحية أقل من اثنين بالمئة من السكان وهي تعيش وسط مجتمع متعدد الثقافات والديانات.

لذلك ان الحوار أمر حيوي. ونحن نشعر بالحاجة، لنستمر في الدعوة نحو الحوار بين الأديان، بحسب الإرث المعطى لنا من حبرين أعظمين: الطوباوي يوحنا بولس الثاني، والبابا بندكتس السادس عشر، وكلاهما حل حاجاً في القدس وزارا هذا المكان وقدما لنا شهادة نموذجية ورمزاً للحوار بين الأديان وللحوار المسكوني، ونحن مستمرون على خطاهم اليوم أكثر من ذي قبل، لأن هذه المدينة المدعوة أصلا لتكون مثالاً في العيش المشترك والتعددية، لكنها تقدم احياناً علامات متناقضة في التعصب وغياب الاحترام.

صاحب السيادة،

سعدنا لكلامك لاذاعة الفاتيكان، بأنك قبلت بكل سرور التحدي والمجيء إلى القدس، لأنك تؤمن بأهمية ان تبني على ما قام به في السنوات الماضية، اسلافك الطيبون بثقة وصبر ونية حسنة. اننا لنقدر حماسك والتزامك في السير على هذا الدرب لكي تقدم اسهامك وجهودك لقضية الحوار والشركة والسلام.

تملأنا مشاعر الامتنان نحوك يا من قبلت نداء أن تشترك معنا في هذا الوقت الصعب والمليء بالتحدي، وانني لأرجو ان توسع افاقنا وتعمق شركتنا الواحد مع الاخر. فهل نجرؤ على الحلم بأن نعمل بثبات لجعل القدس مكاناً مقدساً وأيقونة في العيش المشترك والتفاهم المتبادل ؟ وهل نستطيع الطلب من شعوبنا وصناع القرار تحقيق مسؤولية أن نجعل من اختلافاتنا تعددية متصالحة؟ من الضروري حقا أن نؤصل ثقافة الحوار والاحترام المتبادل.

ان تكون سفيراً بابوياً هو دعوة لكي تعرف هذه الأرض، وتتعرف الى هذا الشعب وان تحبه. واننا لواثقون بأنك ستفعل ذلك. فان مسيحيي الارض المقدسة تربطهم علاقات محبة عميقة مع الكرسي الرسولي.

صاحب السيادة،

انك تمثل بيننا الأب الأقدس، خليفة القديس بطرس الذي كانت رسالته بأن يثبت اخوته في الإيمان، وفي سنة الايمان هذه الهادفة الى تقوية ايماننا باللقاء مع السيد المسيح، اننا نصبو معاً الى الرب القائم، ليجعلنا شهوداً شجعان وأصيلين وثابتين في ايماننا في القدس، وفي كل الأرض المقدسة وخارجها.

أمين