بقلم ماري يعقوب
روما، الثلاثاء 27 نوفمبر 2012 (ZENIT.org). – خلال مؤتمر قام به الأب بيرو غيدّو، من المعهد الحبري للبعثات الخارجيّة في ملانو، إيطاليا، حول اضطهاد المسيحيين في نيجيريا، تحدّث عن كيفيّة محاربة النسبيّة في العالم المعاصر.
بدأ كلامه معتبراً بأنه علينا العمل أولاً على ذاتنا وعلى ضميرنا، محدّداً بأن عمل الإرساليات هو نقل حقيقة المسيح والموت في سبيلها، ولكن في هذا العالم المعاصر لا وجود للحقيقة المطلقة، هناك جدليّة. وإذا لا وجود لهذه الحقيقة المطلقة وكانت كل الأمور نسبيّة ومتغيّرة مع مرور الوقت، إذاً لا وجود لله، وإذا كان لا وجود لله فلا وجود أيضاً للقوانين الأخلاقيّة، وبالنسبة للمعمدين اللذين فقدوا معنى الإيمان فلن يجدوا الإيمان بيسوع المسيح ابن الله الصخرة التي ينبغي أن نبني عليها حياتنا.
وتطرق إلى “النزعة الفرديّة التي تسيطر على الثقافة الحديثة” أي أن المهمّ هو الفرد وليس العائلة ولا المصلحة العامّة. وهذا يؤدي إلى حبّ الذات والعمل من أجل الرغبات الخاصّة، وعندها تتحول الحريّة إلى سجن الذات.
وذكّر بما قاله يوحنّا بولس الثاني بمنشوراته “الإيمان والعقل”: “في جميع أنواع الشكّ والنسبيّة الموجودين في التفكير المعاصر، ان التعدّدية المشروعة للمواقف قد تخطّت التعدّدية الغير متمايزة، المرتكزة على أساس أن جميع المواقف متساوية: هنا يظهر العارض الأكثر انتشاراً من حيث عدم الثقة بالحقيقة الذي نلاحظه اليوم”.
شرح بأنه من السهل العيش في مجتمع كهذا الذي نعرفه اليوم، حيث كل شخص يصنع ما يحلو له، متجاهلاً القوانين، دافعاً الضرائب ومواجهاً عقوبات وحتى السجن، متمسكاً بالعبارات: “كل الناس تتصرف بهذا الشكل…في العمق ما هو السوء في ذلك؟… لي ضميري ولست بحاجة للكنيسة… أنا كاثوليكي راشد، ولست حلزونًا”.
واختتم قائلاً: “إن سنة الإيمان، هي قبل كل شيء، نداء لنتساءل عن إيماننا، وعن طريقتنا بالعيش كتلاميذ ليسوع المسيح، مقتنعين بأن الإيمان قد يكون شعاع صغير ويمكنه ان يتحوّل إلى شمس ساطعة تنير، تدفئ وتملئ الحياة فرحاً يمكن نقله إلى قلوب الجميع”. واعتبر أن أهمّ ناشرو الإيمان همّ المعمدين. وإن عيش الإيمان كالجميع هو ينبوع فرح، أمل وتقدّم في الحياة.
تتشكل ديكتاتوريّة النسبيّة يوماً بعد يوم، دون اعتبار أي شيء نهائي، وتهتمّ بالأنا ورغباته. ولكننا، هذا ما قاله الأب غيدّو، نملك مقياس أخر: ابن الله، الإنسان الحقيقيّ. هو المقياس الحقيقيّ للإنسانيّة. والإيمان الناضج لا يتأثر بالابتكارات الجديدة.