البابا للشبيبة: لا يمكن أن نكون مؤمنين حقيقيين دون تبشير

مختارات من رسالة البابا بندكتس السادس عشر ليوم الشبيبة العالمي في ريو دي جانييرو 2013 بعنوان: “إذهبوا وتلمذوا كل الشعوب” (3)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، الخميس 29 نوفمبر 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي مقطعًا مختارًا من رسالة البابا بندكتس السادس عشر ليوم الشبيبة العالمي الثامن والعشرين والذي سيقام في ريو دي جانييرو، في البرازيل من 23 وحتى 28 يوليو 2013.

* * *

هذه الدعوة الإرسالية تتوجه إليكم لسبب آخر: هي ضرورية لمسيرة إيماننا الشخصي. لقد كتب الطوباوي يوحنا بولس الثاني: “الإيمان يتقوى إذا ما أعطيناه” (الرسالة العامة، رسالة الفادي، 2). من خلال إعلان الإنجيل، تنمون أنتم أيضًا وتتجذرون بشكل أعمق في المسيح، وتصبحون مسيحيين ناضجين.

الالتزام الإرسالي هو بعد أساسي في الإيمان: لا يمكن أن نكون مؤمنين حقيقيين دون تبشير. وإعلان الإنجيل لا يمكن إلا أن يكون نتيجة فرح اللقاء بالمسيح وإدراك أنه الصخرة التي يجب أن نبني وجودنا عليها. من خلال التزامكم بخدمة الآخرين وإعلان الإنجيل لهم، ستجد حياتكم، التي هي مشرذمة غالبًا بين نشاطات مختلفة، وحدتها في الرب. ستبنون ذواتكم، ستنمون وستنضجون في إنسانيتكم.

ولكن ما معنى أن نكون مرسلين؟ يعني أن نكون تلاميذ يسوع المسيح، أن نصغي دومًا لدعوة أن نتبعه، لدعوة النظر إليه: “تعلموا مني أني وديع ومتواضع القلب” (مت 11، 29). التلميذ، بالواقع، هو شخص يصغي لكلمة يسوع (راجع لو 10، 39)، ويدرك أنه المعلم الذي أحبنا حتى هبة حياته لأجلنا. ولذا فالمسألة، بالنسبة لكل منكم، هي أن تسمحوا لكلمة الرب أن تصوغكم كل يوم: ستجعل منكم أصدقاء الرب يسوع قادرين أن تُدخلوا أشخاصًا آخرين في جو الصداقة هذا.

أنصحكم أن تذكروا المواهب التي نلتموها من الله لكي تنقلوها للآخرين بدوركم. تعلموا أن تعيدوا قراءة تاريخكم الشخصي، وأن تعوا الإرث العظيم الذي حزتموه من الأجيال التي سبقتكم: لقد نقل لنا الكثير من المؤمنون الإيمانَ بشجاعة، مواجهين التجارب وسوء الفهم. لا ننسينّ هذا الأمر أبدًا: نحن جزء من سلسلة كبيرة من رجال ونساء نقلوا لنا حقيقة الإيمان وهم يعتمدون علينا لكي ينالها آخرون أيضًا.

أن نكون مرسلين يفترض أن تكون لدينا معرفة مناسبة لهذا الإرث الذي تلقيناه، ألا وهو إيمان الكنيسة: من الضرورة أن نعرف ما نؤمن به، لكي نستطيع التبشير به. كما كتبت في مقدمة الـ “يوكات”، أي “تعليم الشباب” الذي سلمته لكم في لقاء مدريد العالمي، “يجب أن تعرفوا إيمانكم بالدقة عينها التي يعرف بها خبير إلكتروني البرنامج التشغيلي للكومبيوتر؛ يجب أن تعرفوه كما يعرف الموسيقار معزوفته؛ نعم، يجب أن تكونوا متجذرين في الإيمان أكثر من جيل أهلكم، لكي تستطيعوا أن تقاوموا بقوة وثبات تحديات وتجارب هذا الزمن” (المقدمة).

* * *

نقله إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير