روما، الثلاثاء 4 ديسمبر 2012 (Zenit.org) – أعلن البطريرك بشارة بطرس الراعي لراديو الفاتيكان قائلًا إنّ التحدّي الأساسي في لبنان هو إعادة بناء الوحدة الداخليّة كما شدّد على دعم الإخوة المسيحيّين في الشرق الأوسط. وكان قد عُيّن بطريرك إنطاكيا والشرق الأوسط السابع والسبعين كردينالًا خلال مراسم ترأٍّسها بندكتس السادس عشر يوم 24 نوفمبر.
* * *
كيف تلقّيت خبر تعيينك كردينالًا؟
الكاردينال بشارة الراعي- تلقّيت الخبر بفرحٍ كبير وشكر أكبر لقداسة البابا الذي أرادَ أن يقومَ بهذه الخطوة من أجل لبنان والكنيسة في لبنان. وسأفعل ما في وسعي كما تمنّى البابا، لمساعدة جماعتي الكنسية في النموّ في الشركة والشهادة. لقد تلقّى الجميع في لبنان وخارجه الخبرَ بحماسةٍ وقد تمّ فهمه كدعمٍ للكنيسة في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها في لبنان والشرق الأوسط. ولهذا وصل عدد المشاركين الآتين إلى روما حوالي الخمسمئة من لبنان ودول أخرى ليعبّروا عن فرحهم وشكرهم لقداسة البابا. وترأّس الوفد في زيارة الحجّ هذه رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة الذي أتى ليشكرَ قداسة البابا.
وأنا اعتبر تعييني كردينالًا بمثابة تشجيع جديد للعمل التبشيري الذي يمكن أن نغذّيه في كنيسة لبنان والكنائس الشرقيّة. كما نأمل أن نتقدّم أكثر فأكثر. وقد عبّر المسلمون أيضًا عن هذا الحماس وقد تمّ تمثيل الطوائف جميعها والأطراف السياسيّة كلّها علامة للمجتمع اللبنانيّ المتماسك. ولكن للأسف أنّ الأمر يختلف في السياسة. إنّ لبنان يخضع لأزمات المنطقة وتداعياتها الدوليّة وهذا بالإضافة إلى مشاكله الداخليّة. فلهذا، تُعتبر هذه اللحظة لحظةَ فرحٍ وانتعاش.
ما هي التحديّات الكبرى التي ستُواجهك في لبنان؟
لقد اخترتُ مشروع “الشركة والمحبّة” حينَ أصبحت بطريركًا لأنّ مجتمعنا اللبناني والشرق الأوسطي بحاجةٍ لأن يتوحّد فالشركة مع الله والوحدة بين بعضنا البعض. فنحن بحاجة أكبر فأكبر إلى الشركة والمحبّة لأنّنا نعيشُ في صراعات كثيرة وفي انقسامات سياسيّة عدّة. يعيشً اللبنانيّون المسيحيّون والمسلمون من مختلف الجماعات حياةً اجتماعيّة جيّدة إلّا أنّ السياسيّة هي التي تتدخّل وتخلق صراعات ونقص في الثقة وهذا ما يؤثّر على الحياة العامّة لأنّ المؤسّسات معطّلة.
كما إنّنا نواجهُ مشكلةً اقتصاديّة واجتماعيّة كبيرة بسبب الأزمة السياسيّة. فالتحدّي الأصعب يكمن إذًا في الاستمرار والمضي قُدمًا والولادة الجديدة وإعادة بناء وحدة داخليّة ودعم المسيحيّين في الشرق الأوسط عبرَ خلق علاقات أقوى مع المسلمين فنخفّف من حدّة التوتّر الذي يُسبّبه التعصّب والراديكاليّة في المواقف. هذه هي التحديّات الأصعب التي علينا مواجهتها.
(يتبع)