بقلم أنيتا بوردان
الإثنين 10 ديسمبر 2012 (ZENIT.org)- “ينتج عن مسحة الروح القدس وإن جاز التعبير، عوارض “جانبية” لدى المبشر، فهي تجعله يشعر بفرح إعلان يسوع وإنجيله،” هذا ما شرحه الأب رانييرو كانتالاميسا الذي تلا أولى عظاته حول “المجيء” يوم الجمعة 9 ديسمبر في الفاتيكان وبحضور البابا بندكتس السادس عشر والكوريا الرومانية. هذا وأعطى الكبوشي الأكثر شهرة على التلفزيون الإيطالي شهادة حياة حول لحظات “مسحة إيمان” قد عاشها.
شدد الأب كانتالاميسا في عظته على الرابط الوثيق الذي يجمع ما بين الروح القدس، والتبشير، والفرح المسيحي بالقول أن الفرح الذي تخلقه مسحة الروح القدس لدى المبشر “تحول الإلتزام بالتبشير الى فخر واعتزاز.” وشبه الأب هذا الفرح بفرح رسول ينقل الى بلدة محاصرة خبر تحريرها، أو يعلمها بنصر قد حققه جيشها. تجلب “البشرى السارة” السعادة لمن يحملها قبل أن ينقلها الى الآخر.
أعطى الأب مثالًا عن الفرح الذي يرافق “مسحة الإيمان” متحدثًا عن بليز باسكال والتجربة التي قام بها ليل 23 نوفمبر 1654 المتسمة بتعجبات قصيرة وجدت بعد موته داخل سترته: “إله ابراهيم، إله إسحق، إله يعقوب، لا إله الفلاسفة والعلماء. اليقينز اليقين. شعور. فرح. سلام. إله يسوع المسيح (…). لا نجده إلا من خلال الطرق التي يعلمنا إياها الإنجيل (…). فرح. فرح. فرح. دموع الفرح (…). هذه هي الحياة الأبدية، فليعرفوك أنت، الإله الوحيد الحقيقي، والذي أرسلته، يسوع المسيح.”
شرح الأب أنه “بصفة عامة يمكننا أن نختبر مسحة الإيمان عندما يسلط نور الروح القدس على كلمة الله، وهي لحظة ترافقها عادة عاطفة قوية. وأضاف الأب أنه أصغى مرة الى نبوءة دانيال حول ابن الإنسان في عيد المسيح الملك وقد جاء فيها : “كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِض” (دانيال 7: 13-14).
قدم الأب تفسيرًا عن ذلك قائلا: “تحققت نبوءة دانيال في العهد الجديد بيسوع، فهو قد قال الجملة نفسها أمام المجلس (راجع متى 26، 64). ولقد أدرجت جملة من النبوءة أيضًا في قانون الإيمان (« cuius regnum non erit finis ») أي لا فناء لملكه.وقال: “كنت أعرف كل ذلك لأني درسته ولكن ما حصل هنا أمر آخر فلقد شعرت وكأن المشهد يمر أمام عيني. نعم ابن الإنسان الذي كان يتقدم هو يسوع بشخصه.بدت لي في تلك اللحظات كل شكوك العلماء وتفسيراتهم التي كنت أعرفها جيدًا ذرائع بسيطة لعدم الإيمان. كنت أعيش إذَا، ومن دون أن أعلم مسحة إيمان.”
كما تحدث أيضًا عن تجربة أخرى فقال: ” كنت حاضرًا في قداس منتصف الليل الذي كان يحتفل به يوحنا بولس الثاني في كاتدرائية القديس بطرس. وحان وقت ترنيم الإعلان الرسمي لميلاد المخلص، الذي أدخل من جديد في قداس عيد الميلاد بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، وعند الكلمات الأخيرة من النشيد توضح كل شيء وكنت أقول في نفسي: هذا صحيح! كل ما يحويه النشيد صحيح! هذه ليست مجرد كلمات. لقد دخل الأزلي في التاريخ. لقد خلق “قبل” و”بعد”. استولت عاطفة مفاجئة علي، وكل ما استطعت قوله كان: “شكرًا لك أيها الثالوث الأقدس، وشكرا لك أيضًا، يا أم الله القديسة!”