الرجاء والصلاة، شعلة تنير درب الإيمان!

اليوم العالمي الخمسين للصلاة من أجل الدعوات

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم ريتا قرقماز

روما، الثلاثاء 18 ديسمبر 2012 (ZENIT.org).- بمناسبة اليوم العالمي الخمسين للصلاة من أجل الدعوات الذي سيحتفل به في 21 أبريل 2013، أي يوم الأحد الرابع من عيد الفصح، توجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى الحشود وخصوصاً الشباب متحدثاً عن كون “الدعوات رمزاً للرجاء المترسّخ في الإيمان”، ويأتي هذا الاحتفال خلال سنة الإيمان، السنة التي تتميّز بالذكرى الخمسين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني.

تجتمع الجماعات المسيحية منذ القدم سنوياً في الأحد الرابع من عيد الفصح، لتوحّد صلواتها وتسأل الله نعمة الدعوات المقدّسة ولتذكّر بضرورة الاستجابة لنداء الله. وهذا اللقاء المعتاد قد عزّز القدرة على تسليط الضوء على أهمية الدعوات إلى الخدمة الكهنوتية والحياة المكرّسة.

وقد ركّز البابا في رسالته على أهميّة الرجاء مفسّراً إيّاه على أنّه “توقّع أمر إيجابي في المستقبل، وفي الوقت نفسه يجب أن يأخذ في الحسبان الحاضر الذي غالباً ما يتضمّن الخيبات والفشل”. وفي هذا السياق، شدّد البابا على أنّ الله لا يترك الإنسان أبداً وهو يفي بوعوده، وبالتالي يجب أن نغذّي رجاءنا في كلّ من أوقات الحزن والفرح، والقول دائماً بأنّه “هو وحده صخرتي وخلاصي وحصني المنيع، لذلك لا أتزعزع أبداً” (مزمور 62 :6).

وأوضح البابا أنّ التحلّي بالرجاء هو بمثابة الثقة بالله الذي يبقى على وعوده ممّا يبيّن صلة ما بين الإيمان والرجاء.

كما وتحدّث بندكتس السادس عشر عن حبّ الله الذي تجسّد في شخص يسوع المسيح والذي يرافقنا في وجودنا وفي قراراتنا.

علاوة على ذلك، ذكّر البابا بأنّ حبّ الله يتّخذ أحياناً سبلاً لا يسعنا تخيّلها، إلّا أنّها تطال جميع الّذين يبغون أن يجدهم الله. كما أنّ هذا الحب العظيم يمنحنا الشجاعة والرجاء طوال رحلتنا على هذه الأرض ورجاءً في المستقبل، أضف إلى أنّه يجعلنا نثق بأنفسنا وبالتاريخ وبالأفراد الآخرين. وتوجّه إلى الشباب تحديداً سائلاً إيّاهم: “كيف ستكون حياتكم بدون هذا الحب؟” وذكّرهم بأنّ الله يهتمّ بأبنائه حتى النهاية وهو يدعونا في كلّ وقت، حتى في أوقات انشغالنا لنكرّس حياتنا له فهو الوحيد القادر على إسعادنا وإشباع تعطّشنا إلى الرجاء.

وعندما نقبل نداءه هذا، لا نكون قد اخترنا سبيلنا الخاص إنّما نكون قد وحّدنا إرادتنا مع إرادة يسوع وأعطيناه الأولويّة في حياتنا سواء أكان في العائلة أو في العمل أو أي مكان آخر…

“من الضروري أن نكبر في الإيمان ونفهم أنّه رابط عميق مع يسوع” هذا ما قاله قداسة البابا مشيراً إلى أنّ عيش الإيمان يتمّ داخل الجماعات المسيحية التي تعيش الإيمان إلى أقصى حد.

وشدّد البابا أيضاً على ضرورة المثابرة في الصلاة التي تعزّز ثقتنا في الله وبأنّه لن يتخلّى عنّا أبداً وهو يدعونا دائماً من خلال الدعوات. ففي الخدمة الكهنوتية والحياة المكرّسة يمنح الأفراد أنفسهم بالكامل إلى الله وبدون تردد ليخدموا شعب الله والإنجيل والكنيسة. ومن خلال شهادتهم هذه على الإيمان، يمكنهم أن ينقولوا إلى غيرهم، وخصوصاً إلى الأجيال الصغيرة، هذه الرغبة الكبيرة للاستجابة إلى نداء المسيح لنتبعه.

وقد أشار البابا إلى أنّه كلّما قبل تلميذ بأن يتبع يسوع، نشهد أهمّ ثمرة في الجماعة المسيحية التي تعزز ثقتنا ورجاءنا في مستقبل الكنيسة ومهمّتها التبشيرية. بالإضافة إلى ذلك، دعا إلى أن يكون هناك كهنة ملتزمين يعرفون كيف يرافقون الشباب في مسيرتهم وياعدونهم في إيجاد المسيح الذي هو “الطريق والحق والحياة” (يوحنا 14: 6).

واختتم البابا كلمته داعياً الشباب إلى عدم الخوف من اللحاق بالمسيح فهذا سيجعلهم سعداء وسيكونون شهوداً على الفرح الذي لا يمكن للعالم أن يمنحهم إيّاه كما سيبقون على استعداد لمجاوبة كلّ من يسألهم عن سبب الرجاء الذي فيهم. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير