شارك أكثر من ألف فقير ومشرّد، يوم السبت 22 ديسمبر، بمأدبة العشاء الكبيرة احتفالاً بعيد الميلاد التي نظمتها كاريتاس الأبرشيّة في شيستوكوفا، في السوق القديم.
استقبلهم الأسقف فاكلاو ديبو، رئيس أساقفة شيستوكوفا، الذي قال لهم: “بيت لحم تعني بيت الخبز. جميع الناس ترغب بمنزل، إذ أنه المكان الذي نحتاج إليه جميعنا. ومن المستحب أن تحمل بنا هذه الرغبة باتجاه المحتاجين والمشردين”.
إنها ليست المرّة الأولى التي تقوم شيستوكوفا بمبادرة كهذه من أجل المشردين. أذكر أن في المدينة عام 1992 وبعد التغيرات التي حصلت عام 1989، كانت البطالة مسيطرة. والعديد من الأشخاص لسبب أو لآخر كانوا دون عمل ومشردين. وبعد الشيوعيّة، ازدادت حالة الفقر والذين لا يستطيعون التأقلم مع الواقع الإجتماعيّ والقانونيّ الجديد.
أمّا عام 1991، انتقلت مدرستنا من كراكوفيا إلى شيستوكوفا، داخل مبنى جديد قام يوحنا بولس الثاني بمباركته. وأوّل مبادرة لهذه المدرسة كانت بتنظيم احتفال للفقراء والمشردين في المدينة داخل محطّة القطار.
وفي ذلك الوقت كنت أحد الكهنة المنظمين لهذه الحفلة من أجل المفقراء. وأذكر، بالتحديد، علبة الكرتون داخل كنيسة المدرسة، حيث كان يضع كل واحد بعض النقود الموجّهة لتنظيم هذه الوليمة بمناسبة عيد الميلاد في المحطّة.
بدأت التنظيمات بشكل رحلة حجّ بين المحلات والمطاعم للحصول على الطعام للوليمة. والمشاركة كانت كبيرة جدّاً. وعند وصولنا إلى المحطة، بدأنا بتجهيز الطاولات، اشجار العيد والمذبح للقداس الاحتفالي في منتصف الليل.
شارك بهذه الوليمة الأولى حوالي المائة شخص مشرّد، مع مجموعة من الفقراء القادمين من رومانيا، الموجودين آنذاك في بولونيا واللذين عددهم كان كبيراً. وفي السنوات التاليّة، هذه الوليمة المنظمة من قبل الكهنة في المحطّة أصبحت تقليداً.
*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب.