أرسل أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيسيو برتوني برقية الى السيدة ليفيا دانيز أندريوتي بشأن وفاة السيناتور إيراليانو جوليو أندريوتي في صباح يوم 6 مايو عن عمر ناهز الأربع وتسعين عامًا. لقد كان بطل الحياة السياسية الإيطالية لمدة 60 عامًا.
جرت مراسيم الجنازة بشكل حميمي يوم 7 مايو في كنيسة القديس يوحنا دي فيورنتيني في روما. يذكر الكاردينال برتوني “الحياة المثمرة والطويلة” التي عاشها السيناتور ويتقدّم بأحرّ تعازيه الى كل أسرة عضو مجلس الشيوخ الذي تقلّد سبع مرات منصب رئاسة الوزراء.
كرّم وزير الخارجية ذلك “البطل البارز في الحياة السياسية الإيطالية، الخادم الأصيل للمؤسسات ورجل الإيمان والإبن المخلص للكنيسة”.
لخّص راديو الفاتيكان سيرة حياته السياسية باللغة الفرنسية وأبرز ما أتى فيها: “وُلد في العام 1919 في السنة نفسها التي نشأت فيها الفاشية، عاش كشاهد على الأحداث الكبرى التي طالت القرن العشرين. عضو في الجمعية التأسيسية في العام 1946 وتقلّد منصب الرئاسة سبع مرّات. إعتُبر كأحد الآباء للديمقراطية المسيحية التي سادت الحياة السياسية الإيطالية لمدة 45 عامًا.
رجل سياسي غير عادي
إنه رجل دولة عظيم وهو ماكيافيلي الذي شغل المسرح وخَلَف الكواليس للحياة العامة في إيطاليا. 21 مرّة وزير متقلّدًا تقريبًا كلّ مناصب الحكومة في خلال السنوات الأولى من الجمهورية (8 مرات وزير دفاع، 5 مرات وزير الخارجية، مرتين وزير الاقتصاد والداخلية والمالية…)، كان رئيس المجلس عند اختطاف ألدو مورو (1978 – 1979) وأيضًا خلال “التسوية التاريخية” مع الحزب الشيوعي (1976 – 1977).
أضواء وظلال
عضو في الجمعية التأسيسية في العام 1946 حين عادت الديمقراطية الى إيطاليا بعد 20 عامًا من الفاشية، إنه اليد اليمنى لألسيدي دي غاسبيري لمدة 28 عامًا، نائب وزير المجلس. أصبح أندريوتي الشخصية الرئيسية للجناح الأكثر محافظة من كلّ الديمقراطية المسيحية الجديدة. ملك ورعًا كاثوليكيًا، كان يصل بسهولة الى الفاتيكان وقد أنشأ رباطًا وثيقًا مع الشخصيات الدولية. وزير الخارجية للإشتراكي بيتينو كراكسي في أوائل الثمانينيات، طوّر ديبلوماسة على أساس الحوار مع الشرق والغرب وعلى انفتاح الغرب على العالم العربي.
تتذكّره المافيا بكونه “العام جوليو”. دائمًا ما اتُهم بتواطئه مع المافيا ولكنّ شيئًا لم يُثبت ذلك. اتُهم جوليو اندريوتي بنسب قتل الصحافي مينو بيكوريلي للمافيا في العام 1979، حُكم عليه بعد سنوات طويلة من التقاضي بالسجن لمدة 24 عامًا ولكنه خرج بريئًا في العام 2003 من قبل المحكمة العليا.
***
نقلته الى العربية – ألين كنعان
وكالة زينيت العالمية