عقدت اللجنة الثنائية للكرسي الرسولي والحاخامية الكبرى في إسرائيل اجتماعها الثاني عشر في مشكنوت شعنانيم (القدس). في اليوم الأول، احتفل الأعضاء بذكرى البابا يوحنا الثالث والعشرين بمناسبة مرور 50 سنة على وفاته بمحاضرة تناولت دوره التاريخي في تحويل موقف وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية تجاه اليهود مبنية على الاحترام المتبادل والتأكيد بوجود عهد أزلي بين الله وإسرائيل وفقا لما جاء في البيان “في عصرنا” الذي صدر عن المجمع الفاتيكاني الثاني.
وبما أن تم هذا اللقاء بعد وقت قصير من اعتلاء البابا فرنسيس كرسي القديس بطرس، أقرت اللجنة بالتزامه العميق في الماضي وبصورة خاصة مودته للجماعة اليهودية في بوينس أيرس. إن اللجنة تنتظر بحرارة إذا مواصلة وتعميق العلاقات بين الكاثوليك واليهود أثناء خلافته عقب التقدم التاريخي الذي احرز في خلافة أسلافه. وفي الوقت الحاضر، لقد تجسدت العلاقة بشكل خاص بعد الاجتماع الذي تم في الفاتيكان بين البابا فرنسيس ورئيس الدولة شمعون بيرس الذي وجه في هذا السياق تحياته إلى اللجنة التي أعربت عن رضاها لذلك الاجتماع في روما.
أكد أعضاء اللجنة من جديد على أهمية تثقيف مجتمعاتهم عن طبيعة، ومضمون، ومعنى هذه التغييرات. ونتيجة لذلك تدعو اللجنة وزارة التربية والتعليم ومجمع الكرسي الرسولي للتعليم الكاثوليكي استقصاء السبل والامكانيات التي يمكن بوساطتها بلوغ التطورات المذكورة أعلاه – فيما يتعلق باحترام شخصية وكيان الآخر – لتصبح جزءا لا يتجزأ من المناهج الدراسية الالزامية في المؤسسات التعليمية المنضوية تحت سلطاتهم.
إن الاحترام المتبادل والمودة التي نشأت بيننا في غضون السنوات الأخيرة، تلزمنا ليس فقط على تقديم الآخر ونحن نستشعر بأننا نقف موقفه، بل أيضا على حماية وتعزيز رفاه الجماعة الاخرى.
إن هذا يتطلب التنزه عن الاحكام المسبقة والتهديدات – لا سيما ضد اليهود والمسيحيين. وقبل كل شيء، أينما يبدو أن جماعة ما هي الأكثرية في أحد البلدان والأخرى أقلية واهنة، عندئذ يكون واجب الأولى أكبر.
وبالنتيجة، الوفد الكاثوليكي يجدد التزام الكرسي الرسولي بعمل المستطاع لمحاربة اللاسامية في كل مكان ولا سيما في البلدان التي تعم الكاثوليكية فيها وفقا لما جاء في البيان “في عصرنا”؛ ومن ناحيته يجدد وفد الحاخامية الكبرى إرادته في عمل المستطاع لتحسين رفاه الأقلية المسيحية في دولة إسرائيل.
وبهذا الصدد، إن اللجنة الثنائية تعرب عن أملها الوطيد في أن تفضي المفاوضات المسهبة للأمور العالقة بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل إلى حلول سريعة ويصادق عليها.
وفي الختام، تؤكد اللجنة الثنائية من جديد عن ثقتها برب الخليقة والتاريخ، وتشكر له قيام الحوار والشهادة المشتركة، متوخية بركته في متابعة جهودها.