يقول الكاردينال بيرتوني أنّ البابا فرنسيس “يشجّع جميع مؤمني الكنيسة في فرنسا وجميع المشاركين في تجمّع لورد “دياكونيا 2013: لنحافظ على الأخوّة” (9-10 مايو 2013). وإنّ رأي الكنيسة من الأزمة العالميّة الحالية هو “خلق محبّة إبداعيّة تقاوم القدريّة”.
ووجّه الكاردينال أمين سرّ الدولة تارسيسيو بيرتوني، أمين سر دولة الفاتيكان، رسالة باسم البابا إلى المشاركين في التّجمع الذي أُطلق في 9 مايو 2013. وقام المونسينيور برنارد هوسيت، وهو رئيس المجلس الوطني الفرنسي للتضامن، بقراءة هذه الرسالة في وقت متأخر من بعد الظهر في لورد.
الكلمة، والأسرار المقدّسة والخيريّة
يكتب الكاردينال بيرتوني أنّ البابا فرنسيس يشجّع جميع مؤمني الكنيسة في فرنسا وجميع المشاركين في هذا التجمع لفتح أبواب جماعاتهم التي يُقوّيها سرّ المحبّة، لكي تصبح أماكن اللقاءات والأعمال الخيريّة لجميع من يبحثون عن يد الأخوّة. وتقوم الكنيسة، تبعًا للمسيح، بالإنضمام ومرافقة جميع مَن تذلّهم تجارب الحياة .
كما ويقول الكاردينال بيرتوني أنّ قداسة البابا فرنسيس يوجّه تحيّاته المتّسمة بالمحبة والمودّة إلى الأساقفة، والكهنة، والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين الذين يمثّلون كافّة أبرشيّات فرنسا والمتجمعين في لورد بالقرب من مغارة مازابييل. وإنّه لفرحٌ خاصٌ جدًّا أن يحيّي مبادرة دياكونيا 2013 المستوحاة بشدّة من الرسالة البابويّة “مؤسسة كاريتاس ديوس”. إنّه الفرح الذي يجمع بين الذين واللّواتي يواجهون معاناةً شديدة كعدم الإستقرار، والإهمال، والإذلال، والوحدة ويجدون في الكنيسة خدمة المحبة الأخويّة، واللّقاء والإصغاء.
ويذكّر قائلًا بأنّ المسؤول الأوّل عن “الدياكونيا” هو الأسقف، وتبعًا للمسيح “ترتكز رسالة الكنيسة على إضاءة نور المسيح القائم من الموت في الأماكن الأكثر ظلامًا وحيث تسيطر المعاناة على القلوب والأجساد. لهذا السبب تدفعنا محبّة المسيح على حثّ أولئك الذين يعانون فقرًا إجتماعيًّا، واقتصاديًّا ونفسانيًّا إلى الصّراخ”.
المحبّة الإبداعيّة
ويشير الكاردينال، مذكّرًا بـ”الأزمة الماليّة، والإقتصاديّة والبيئيّة البالغة” والعالميّة إلى أنّ هذه الأزمة تظهر على “أرضٍ تملؤها إيديولوجيّات نجاح الفرد، والأداء والمنافسة التي تُضعف بشكلٍ كبيرٍ المجتمع وتزيد من الفقر”.
ولكنّه يحلّل الأسباب الأوّلية والعميقة لهذه الأزمة من “مفاهيم أنثروبولوجية وأخلاقيّة خاطئة تتواجد في وسط تشوّشات العمل، حيث لا يتمّ النظر إلى الإنسان كأنّه على صورة الله”.
فما رأي الكنيسة من مثل هذه الظروف؟ يُجيب الكاردينال بيرتوني: “تتوجّه الكنيسة إلى كرامة الإنسان وحريّته وليس كمتطلبات بل كتفكيرٍ يهدف إلى كشف الحقيقة والوصول إلى نور المسيح بطريقة إجتماعيّة وكحقيقة تُفرض بالقوّة التي تحملها بنفسها”.
ويرتكز الجواب الكنسيّ من الأزمة على “خلق المحبّة الإبداعيّة التي تقاوم القدريّة المكتنِفة لأنّ الأمل، الذي يمنحنا إيّاه المسيح القائم من الموت، يعزّز تلك المحبّة”.
ويُضيف أمين سر دولة الفاتيكان بالقول أنّ الكنيسة هي مدعوّة، بالتالي، إلى أن تكون، في العالم، إشارة الجمال، والرحمة والحنان الأبويّ من الله لكلّ شخص. ومن خلال هذه الشهادة يشارك المسيحيّون في التبشير الجديد.
أماكن اللّقاء والأعمال الخيريّة
هذا ويذكّر قائلًا أنّ “خلق الأخوّة يعني أن تكون الكنيسة على تواصلٍ مع بعضها البعض عن طريق سرّ الإفخارستيا وهو هديّة مذهلة من أخونا يسوع المسيح” لأنّ هذا السرّ “يوحّد محبّة الله بمحبّة كلّ إنسان”.
ويعلو “هذا السر” فوق علاقات العدل الإجتماعي والسياسة”، ويُكمل الرسالة بالقول أنّ هذا السر هو “خبرٌ سارٌّ لعالمنا لأنّه يعكس نصر عيد الفصح”.
ويختم الكاردينال بيرتوني أّن البابا فرنسيس يشجّع جميع مؤمني الكنيسة في فرنسا وجميع المشاركين في هذا التجمع لفتح أبواب جماعاتهم التي يُقوّيها سرّ المحبّة، لكي تصبح أماكن اللقاءات والأعمال الخيريّة لجميع من يبحثون عن يد الأخوّة. وتقوم الكنيسة، تبعًا للمسيح، بالإنضمام ومرافقة جميع مَن تذلّهم تجارب الحياة.
***
نقلته إلى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية