أيها القرّاء الأعزاء، نعود من جديد لنستمع لأجمل التغريد، تغريد البابا فرنسيس على تويتر (twitter)، الذي هو كلام يخطف انفاسنا ويدخل قلوبنا ليمنحنا القوّة للثبات في إيماننا، وبالأخص في هذا الشهر المبارك، شهر مايو المكرّس لتكريم مريم العذراء.
ابتسامة دائمة، روح مرحة، نشاط وحيويّة، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون البابا فرنسيس قلق علينا، كأب حنون. إنه يفكّر ويصلّي للأشخاص الذين ضربتهم الأزمة الإقتصاديّة والذين لا يجدون عملاً بسبب أنانيّة البعض. وبصفته والد قلق على ابنائه يطلب منا ان نصلّي للعذراء مريم خلال هذا الشهر، لأنه يعلم أنها الوحيدة القادرة على مساعدتنا والتوسّط لنا عند الله، الذي سيغمرنا برحمته ومحبته.
فقد قال الحبر الأعظم: ” أفكر في الأشخاص الذين بلا عمل، غالبا بسبب عقلية أنانية لا تبحث سوى عن الربح مهما كان الثمن. سيكون رائعا، في شهر مايو/أيار، تلاوة المسبحة المقدسة سويا مع الأسرة. فالصلاة تجعل حياة العائلة أكثر ثباتًا ورسوخًا. دعونا نطلب من العذراء مريم أن تعلمنا عيش إيماننا في أعمالنا اليومية، وإعطاء الربّ مكانًا أكبر. إن كل مسيحي هو مُبشّر بمقدار الشهادة التي يقدمها لمحبة الله. كونوا مبشرين بعطف وحنان الله! نطلب من الربِّ أن تُصبحَ حياتنا المسيحية بأسرها شهادةً مُنِيرَةً لرحمةِ الله ولمحبته”.
علينا أن نستمع لكلام البابا، ونعمل به، فهو يطلب منّا ألا نكون غير مبالين بمسيحيتنا، بل أن نطمح للقداسة، كما صنع الشهداء الـ813 الذي قام البابا بإعلان قداستهم الأحد الماضي، لقد قتلوا على يد الأتراك دفاعاً عن إيمانهم ومسيحيتهم، لقد كان هدفهم الأول الغناء الروحي. ونحن بالإضافة إلى اعتبارهم عبرة لنا علينا الصلاة لهم. يطلب منّا البابا الصلاة من أجل الروح القدس الذي سيرافقنا دوماً، وينصحنا بالنظر للآخرين كإخوة لنا بالمسيح يسوع.
وبالمناسبة قال البابا فرنسيس: ” لا تُرضوا أنفسكم بحياة مسيحية لامبالية؛ سيروا بحزم نحو القداسة .أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم، يقول يسوع. إن هذا هو الغِنى الحقيقي، لا ذاك الغِنى المادي. عطية ثمينة يجلبها الروح القدس في قلوبنا هي اليقين العميق في محبة الله وفي رحمته. يعطينا الروح القدس أن ننظر للآخرين نظرة جديدة، بحيث أن نراهم دائما كإخوة وكأخوات في المسيح، يحق لهم الاحترام والمحبة. فلنصلي من أجل العديد من المسيحيين، الذين يعانون الاضطهاد والعنف، كي يمنحهم الربّ شجاعة الأمانة. هل أنا أمينٌ للمسيح في حياتي اليومية؟ وهل أنا قادرٌ على “إظهار” إيماني، باحترام، ولكن أيضًا بشجاعة؟”.
وأخيراً، ما أجمل لو أننا نصلّي يوميّا لمريم العذراء، مرددين: “في ظلّ حمايتك، نلتجئ يا ماريم، لا تغفلي عن طلباتنا، عندما ندعوك، لكن نجنا دائمًا من جميع المخاطر. آمين”.