ماذا حلّ بنا نحن المسيحيين؟ الى أين وصلنا؟ هل يجوز أن نتابع على هذا النحو؟ أسئلة تطرح ولكن أين الأجوبة؟
ينظّم حفل موسيقي سنويّ، في أول مايو، أمام كاتدرائية القديس يوحنّا اللاتيرانيّة في روما، يجمع الملايين والملايين من المشاركين. أمّا هذه السنة فلقد تمّ احتقار الديانة المسيحيّة، عبر السخرية من القدّاس، خلال هذا الحفل.
نظراً لما حدث، قام المحامي جانفرانكو أماتو، رئيس محامين الدفاع عن الحياة، برفع شكوى، في 9 مايو، لدى المدعي العام في روما، ضدّ الفنانين الذين قاموا بهذا العمل الرديء. معتبراً بأن أمر كهذا وبالأخص أمام كاتدرائية القديس يوحنا التي هي كاتدرائيّة روما، هو أكثر الأمور اهانة لديانتنا المسيحيّة.
نلفت النظر بأن هذه الإهانة هي واحدة من بين العديد من الإهانات التي تطال مؤخراً المسيحيين. والعيب في هذه الأمور هي أن وسائل الإعلام لا تتحدث ولا تعترض على هذه الأمور. ولذلك نحن نتساءل أين نحن اليوم؟ هل يجوز أن نعتبر اهانة الدين فقط عندما تطال أديان أخرى؟ أين السياسيين المسيحيين والصحافيين والمفكرين؟ هل يجوز أن نراهم يعترضون فقط عندما تطال الإهانة الأديان الأخرى؟
لم يعد الأوروبيون يعتبرون انفسهم كمسيحيين، بل بدأوا ينظرون إلى الأجانب على أنهم هم فقط المتدينين، وفي أغلب الأوقات يكونون من ديانات غير المسيحيّة. وعلى الأرجح بأنهم يختبئون خلف ستار ما بعد التمدن والحداثة، معتبرين بأن الديانة أمر شخصيّ ومتعلقة بالوعي.
ما هي ردود الفعل التي يقوم بها المسيحيون اليوم تجاه اضطهاد كهذا؟ كيف يشكون عمليّة اعتداء على ديانتهم؟ والإجابة هي: بشكل لطيف، ربما لأننا قد رضخنا لأمر اعتبارنا من الفئة الثانية. وبموضوع كهذا الذي جرى في الحفل، ربما لم يدافع احد خشية أن يقدّموا إعلان مجانيّ للجناة. وربما لم يدافعوا معتبرين بأن الإضطهاد للمسيحيين أمر لا مفرّ منه وبالأخص ان الإنجيل يتحدّث عنه.
وبما أن الأمور تجري على هذا النحو، فعلينا أن نكون شاكرين للمحامي أماتو، الذي وجد ان الطريق القانونيّة هي الطريق المثاليّة لرفع شكوى ضد هذا الاضطهاد. ويا ليت الكثيرين أمثاله يقومون بأعمال شجاعة كهذه!