في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من أيار لعام 2013، وبعد مرور أكثر من شهر على اختطاف صاحبي السيادة، المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس اليازجي متربوليت حلب والاسكندرون للروم الأرثوذكس، وكذلك الكهنة المخطوفين في سوريا ، دعا الأساقفة وممثلو الكنائس المسيحية في المملكة الأردنية الهاشمية، إلى مسيرة شموع صامتة ، ليعلنوا فيها استنكارهم لعملية الخطف، سيّما انها مرّت في عيد الفصح المجيد الذي احتفلت فيه الكنائس المسيحية السائرة على التوقيت الشرقي في الخامس من أيار الحالي.
انّ رؤساء الكنائس في الأردن ليعتبرون بقاء صاحبي السيادة في أيدي الخاطفين الى اليوم أمرا مرفوضا ويثير العديد من المخاوف، ليس فقط على حياتهما الشخصيّة وهي مقدّسة ، قداسة الخالق عزّ وجلّ، وانّما كذلك على معنويات الشعب السوري وبالأخص على أبناء الرعايا التي يمثلها المطرانان ويقودانها على دروب الايمان والوطنية الصالحة.
لقد عُرف عن المطرانين اليازجي ويوحنا ابراهيم سعة ثقافتهما ووطنيتهما العزيزة وقيادتهما الروحية المعتدلة، بالإضافة الى تأليفهما للعديد من الكتب التي يجد فيها المؤمن والمثقف غذاء روحياً وزاداً فكرياً. لذلك فانّ بقاءهما في أيدي الخاطفين هو حجب لإثنين من أهم الأعلام العربية المسيحية اليوم.
وانّ الأساقفة وممثلي الكنائس في الأردن، اذ ينظمون مسيرة الشموع الصامتة هذه ، ليرجون أن تكون هذه الصلاة وهذا النداء تلييناً للقلوب، وإعادة فورية للمطرانين الجليلين. وهم في مسيرتهم هذه يبعثون برسالة تضامن مع البطريركية الأرثوذكسية في انطاكيا، ممثلة بصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي ومع الكنيسة السريانية الارثوذكسية ممثلة بصاحب القداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، ويدعون الى الصلاة من أجل الكنيستين الشقيقتين ومن أجل كافة الكنائس في العالم والتي لا تنفك رئاساتها من توجيه طلبات الصلاة والدعاء ، بالتشارك مع جميع الجهات الرسمية والدينية والمدنية ، في العالم أجمع، من أصحاب الضمائر الحيّة ، والنيّات الحسنة، من أجل اطلاق سراح الأسقفين الكريمين.
انّ الأساقفة وممثلي الكنائس في الأردن، واذ يدركون حساسية الأوقات والأوضاع الراهنة التي تمرّ فيها المنطقة العربية، ليرجون من الله عزّ وعلا ، أن يعيد الطمأنينة والاستقرار الى سوريا العزيزة، وكذلك وفي هذا الوقت بالذات ، فانّهم يدعون الى احترام الأماكن المقدسة في فلسطين وتحديداً في القدس الشرقية، وكذلك يرجون أن تكون هذه الأيام حافزاً على التضامن الأخوي والوحدة الوطنية بين أتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية، في بلدنا العزيز الأردن، وفي سائر بلدان الشرق الأوسط.
وانّ رؤساء الكنائس وممثليها، وفيما يكرّرون النداء لاطلاق سراح المطرانين في سوريا وعودتهما سالمين غانمين الى كنائسهما والى مجتمعهما، ليرجون من المولى عزّ وجلّ أن يحفظ المملكة الأردنية الهاشمية، وان يبقي فيها نعمة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية الغالية، بقيادة صاحب الجلالة، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. ومع جلالته يعيدون التأكيد على الدور الرفيع الذي يقوم به العرب المسيحيون جنبا الى جنب مع أخوتهم المسلمين : " أن المسيحيين العرب جزء أصيل من الحضارة العربية الإسلامية، ويجب أن نعمل جميعا على المحافظة على تعزيز الوجود المسيحى والحد من هجراتهم لا سيما من فلسطين وبعض الدول العربية التى تشهد عدم استقرار". (1132012).
حفظ الله الأردن سالماً غانماً، وأعاد الطمأنينة والسلام الى سوريا الحبيبة والى سائر بلدان الشرق والعالم.
الأساقفة وممثلو الكنائس
في المملكة الأردنية الهاشمية
عمّان في 2152013