الحب فعل يدفع الإنسان للخروج من ذاته. عندما نحب، نُحبّ بالضرورة شيئًا أو أحدًا. فالحب بطبيعته يتوق إلى آخر-مختلف.
عندما نقول مع القديس يوحنا: "الله محبة" (1 يو 4، 8 . 16)، نقول بالضرورة أن الله منفتح على "آخر".
من هو هذا الآخر؟
إذا أجبنا: "العالم" أو "الإنسان"، يكون جوابنا خطرًا لسببين:
- أولاً، نصرح بأن الله، قبل خلق العالم والإنسان في الزمان (وهذا اعتقاد الأديان السماوية: العالم ليس أزليًا)، لم يكن محبة!
- ثانيًا، نصرح بأن الله كان بحاجة للعالم وللإنسان لكي يحقق ذاته، لكي يخرج من أناه وأنانيته الأزلية. فالحب المنطوي على ذاته ليس حبًا، هو أنانية، هو انغلاق.
إن الإيمان المسيحي، ارتكازًا على ما علّم يسوع بشأن الله، فهم أن الله محبة منذ الأزل، قبل الخلق وقبل الزمان.
في البدء لم يكن هناك الصمت والوحشة، بل كان هناك الكلمة والشركة، شركة المحبة. حوار الحب هذا هو الروح القدس، "روح المحبة" الذي يوحد الآب بالابن.
في كتابه الرائع حول الثالوث الأقدس، يشرح القديس أغسطينوس بأن كل فعل محبة حقيقي هو صورة عن الثالوث. ففي فعل المحبة هناك المُحِبّ، المحبوب والحب الذي يربط بينهما.
انطلاقًا من هذا التشبيه، يربط القديس الإفريقي التفكير بالثالوث الأقدس وحدس شيء من نوره بالمحبة. يقول أغسطينوس: "ترى الثالوث إذا رأيت الحب" (vides Trinitatem, si caritatem vides).
في الثالوث الأقدس، الآب هو المُحبّ، هو مصدر الحب، الابن هو المحبوب، هو الذي يجيب على الحب، والروح القدس هو الحب المتبادل.
(يتبع)
لمراجعة القسم السابق من المقالة اضغط على هذا الرابط
احتفل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الخميس 30 ايار 2013، بقداس عيد القربان في العاصمة البولندية وارسو، وهو عيد كنسي ووطني كبير في البلاد رافعًا الصلاة على نية السلام في لبنان والشرق الاوسط، وذلك الى جانب الكردينال كازمير نيتش ومشاركة لفيف من الاساقفة والكهنة. شهد القداس الاحتفالي حضور عشرات الآلاف من المؤمنين اتوا من مختلف انحاء وارسو وضواحيها ليسجدوا للقربان المقدس في اجواء ايمانية مهيبة. وبعد القداس شارك غبطته في التطواف السنوي في شوارع العاصمة التي اكتظت بالمؤمنين والاطفال الذين نثروا الورود امام القربان المقدس. في نهاية التطواف وفي ساحة الجندي المجهول وسط العاصمة كانت للبطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن سر الافخارستيا والتجسّد وعن صلب يسوع المسيح وموته وقيامته لخلاصنا، كل ذلك بدافع محبته للبشر حتى الموت، هذه المحبة التي أوصانا ان نعيشها لبعضنا. يسوع المسيح افتدانا ومات عن خطايانا ليشركنا معه في القيامة والحياة الجديدة. تحتفل الكنيسة بعيد القربان بقداس وتطواف، في تقليد دائم يشهد لايماننا بتجسد الاله. وفي العشاء السرّي كرّس المسيح سرّ الافخارستيا وقال: “اصنعوا هذا لذكري…” ونحن اليوم نسجد أمام القربان المقدس سرّ الايمان ورمز الوحدة والمحبة. ففي سرّ الافخارستيا كل كنوز الكنيسة، وله نقدم تضحياتنا واعمالنا الطيبة وافراحنا. هو سر الحياة الأبدية ووحدتنا مع يسوع ورسالتنا لتحقيق مشيئة ربنا في حياتنا اليومية مع الفقراء والمرضى. ونحن مدعوون لتحقيق الوحدة بين المسيحيين في عائلاتنا ومجتمعنا. نصلي في هذه المناسبة على نية السلام في لبنان والشرق الأوسط والعالم. القربان المقدس يوحّدنا مع الكنيسة ويقوينا كما اعطى القوة للطوباوي يوحنا بولس الثاني ولكل القديسين والشهداء .
المونسينيور توماسي يطالب بالحريّة الدينيّة
أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أودُّ اليوم أن أبدأ بعض التعاليم حول سرّ الكنيسة، السرّ الذي نعيشه جميعًا ونشكل جزءًا منه.