ترأس الكاردينال أنجلو كوماستري، النائب العام للبابا في مدينة الفاتيكان ورئيس كهنة بازيليك القديس بطرس، صلاة المسبحة الوردية في ساحة القديس بطرس مساء اليوم 31 مايو 2013، مختتمًا الشهر المريمي.

وقد انضم البابا إلى الصلاة وقبيل البركة الختامية تلا تأملاً حول عذراء الزيارة.

وبدأ حديثه مشيرًا إلى أن مريم العذراء هي التي تقودنا بيد أكيدة إلى ابنها يسوع. وكرر: "مريم تقودنا دومًا إلى يسوع".

وبما أننا نحتفل اليوم بعيد زيارة مريم إلى نسيبتها أليصابات، شاء البابا أن يتأمل مع المؤمنين بمريم التي تعيش الحياة بحسب كبير من الواقعية والإنسانية.

وتمحور تأمل البابا حول ثلاث فضائل عاشتها مريم: الإصغاء، القرار والعمل.

الإصغاء

فانطلاق مريم لخدمة نسيبتها المسنة أليصابات ينبع – بحسب البابا فرنسيس – من الإصغاء لكلمة الله التي نقلها الملاك: "ها إن نسيبتك أليصابات حامل".

وأضاف البابا: "مريم تعرف أن تصغي إلى الله". والإصغاء ليس مجرد سماع سطحي، الإصغاء هو قبول واستقبال، هو جهوزية تجاه الله.

وعليه هو ليس موقف مشتت.

مريم تصغي إلى الله وتصغي أيضًا إلى الوقائع. فبعدما تدرك أن نسيبتها في حاجة، تهب مسرعة لمساعدتها.

ولخص فكرته الأولى بالقول: "مريم هي أم الإصغاء، تصغي بانتباه إلى الله وتصغي أيضًا إلى أحداث الحياة".

القرار

مريم لا تعيش في قلق و"ضغط" الأحداث، بل هي امرأة تتأمل الأمور في قلبها، بحسب ما يخبرنا الإنجيلي لوقا.

وحتى في لحظة البشارة المحورية، تسأل الملاك: "كيف يكون ذلك؟".

ولكن مريم لا تتوقف على لحظة التأمل والتفكير، بل تتوصل إلى قرار.

لا تسمح مريم للوقائع أن تجرفها. مريم تقوم بخيارات إرادية: "ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك".

كما ونوه البابا إلى إنجيل قانا الجليل، حيث تبين مريم أنها شخص يأخذ قرارات هامة وملموسة.

في حياتنا، من الصعب أن نأخذ القرارات، نميل عادة إلى التنحي وترك القرارات للآخرين، نفضل أن تجرفنا الأحداث وأن تحملنا رياح الأزمنة.

أما مريم فتسير بعكس التيار. تصغي إلى الله، تتأمل وتدرك الواقع، وتقرر أن تثق بالله بالكامل.

وعندما تدرك مريم بوضوح ما يريده الله منها، لا تتردد، بل تقوم بالأمور "بسرعة".

يعلمنا القديس أمبروسيوس أن "الحسابات البطيئة هي غريبة عن نعمة الروح القدس".

العمل

ثم لفت البابا إلى أننا أحيانًا نتوصل إلى قرارات ولكننا لا ننفذها. أما مريم فهي شخص يتوصل إلى المرحلة الأخيرة والمصيرية من القرارة وهو التنفيذ، العمل.

وختم البابا كلمته بصلاة إلى العذراء مريم، طلب فيها أن تُبقي آذاننا مفتوحة، وأن تعلمنا أن نسمع كلمات يسوع.

ثم طلب إليها أن تساعدنا لكي تسير أقدامنا بسرعة نحو الآخرين لكي نحمل محبة ابنها يسوع.

زيارة البطريرك الراعي الى بولندا – الخميس 30 ايار 2013

احتفل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الخميس 30 ايار 2013، بقداس عيد القربان في العاصمة البولندية وارسو، وهو عيد كنسي ووطني كبير في البلاد رافعًا الصلاة على نية السلام في لبنان والشرق الاوسط، وذلك الى جانب الكردينال كازمير نيتش ومشاركة لفيف من الاساقفة والكهنة. شهد القداس الاحتفالي حضور عشرات الآلاف من المؤمنين اتوا من مختلف انحاء وارسو وضواحيها ليسجدوا للقربان المقدس في اجواء ايمانية مهيبة. وبعد القداس شارك غبطته في التطواف السنوي في شوارع العاصمة التي اكتظت بالمؤمنين والاطفال الذين نثروا الورود امام القربان المقدس. في نهاية التطواف وفي ساحة الجندي المجهول وسط العاصمة كانت للبطريرك الراعي عظة تحدث فيها عن سر الافخارستيا والتجسّد وعن صلب يسوع المسيح وموته وقيامته لخلاصنا، كل ذلك بدافع محبته للبشر حتى الموت، هذه المحبة التي أوصانا ان نعيشها لبعضنا. يسوع المسيح افتدانا ومات عن خطايانا ليشركنا معه في القيامة والحياة الجديدة. تحتفل الكنيسة بعيد القربان بقداس وتطواف، في تقليد دائم يشهد لايماننا بتجسد الاله. وفي العشاء السرّي كرّس المسيح سرّ الافخارستيا وقال: “اصنعوا هذا لذكري…” ونحن اليوم نسجد أمام القربان المقدس سرّ الايمان ورمز الوحدة والمحبة. ففي سرّ الافخارستيا كل كنوز الكنيسة، وله نقدم تضحياتنا واعمالنا الطيبة وافراحنا. هو سر الحياة الأبدية ووحدتنا مع يسوع ورسالتنا لتحقيق مشيئة ربنا في حياتنا اليومية مع الفقراء والمرضى. ونحن مدعوون لتحقيق الوحدة بين المسيحيين في عائلاتنا ومجتمعنا. نصلي في هذه المناسبة على نية السلام في لبنان والشرق الأوسط والعالم. القربان المقدس يوحّدنا مع الكنيسة ويقوينا كما اعطى القوة للطوباوي يوحنا بولس الثاني ولكل القديسين والشهداء .

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس: الكنيسة هي العائلة حيث يُحِبُ المرء ويُحَب

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أودُّ اليوم أن أبدأ بعض التعاليم حول سرّ الكنيسة، السرّ الذي نعيشه جميعًا ونشكل جزءًا منه.