Moses - Ten Comandments Bible

Robert Cheaib - https://www.flickr.com/photos/theologhia/

ملخص عن لاهوت الدعوة: مقدمة تحليلية

ما هي دعوتي (16)

Share this Entry

لقد اعتدنا كمسيحيين أن نسمع القول: “فلان عنده دعوة” و “فلان ليس لديه دعوة”. وهي إحدى العادات الراسخة التي أدت إلى أذى كبير في نسيج الوجود والوعي المسيحي العام.

المشكلة كل المشكلة تكمن في عدم الاتزان والتطرف. فبينما التمييز بين مختلف أشكال الدعوات مهم وإيجابي، اختزال الدعوات بواحدة، كما وكأن هناك دعوة واحدة وما تبقى “ليس دعوة” هو إجحاف بحق المسيحيين، وإذا ما نظرنا بالعمق إجحاف بموقف الرب الذي يبدو غير عادل، إذ يدعو البعض ويتناسى البعض الآخر (الكثيرين).

هذا التقسيم الذي لا يفي صورة الله حقها قد أدى إلى ولادة نوع من المسيحيين لا ينظرون إلى أنفسهم كعناصر فاعلة في الوجود الكنسي بل كمستهلكين وزبائن لمؤسسة مبنية على المدعوين. تبدو الكنيسة بالنسبة للبعض وكأنها آلة توزع الأسرار كماكينة أوتوماتيكية نلجأ إليها، نضع المقابل وننال مبتغانا من سر المعمودية حتى سر مسحة المرضى.

التمييز بين الدعوات لا يجب أن يخلق مسيحيين من الفئة “أ” ومسيحيين من الفئة “ب”. الاختلاف لا يجب أن يُنتج خلافًا وتناقضًا، بل يجب أن يكون فرصة مؤاتية لتأسيس انساجم أوركستري بين مختلف الدعوات في الجسد الكنسي. النقص في هذا الوعي ولد خمولاً لدى الكثير من الكاثوليكيين، فبينما يتربى أتباع شهود يهوه، أو المورمون، أو البنتكوستاليون على وعي راسخ بأنهم مسؤولون شخصيًا عن إيمانهم (والأمر ينطبق أيضًا على أديان أخرى، مثل الإسلام)، يتلكأ الكاثوليكي العادي ويستتر وراء أبطال الصفوف الأمامية، الإكليروس والمكرسين، فيعيش عادة جهلا مدقعًا لإيمانه يرافقه خمول في الشهادة له.

لهذا من الأهمية بمكان أن نقوم بإعادة نظر جوهرية لمفهوم الدعوة المسيحية (ولعل الكثيرين ممن قرأوا لأول مرة مقالات هذه السلسلة ظنوا أنها موجهة فقط إلى المكرسين وإلى من يريد أن يعرف إذا كان لديه دعوة كهنوتية أو رهبانية!). يجب أن ندرك دون تردد أن نظرة التفريق السلبية بين الدعوات هي مناهضة للإنجيل وهي ضارة للعيش الكنسي.

ولكن ما هو لاهوت الدعوة الكتابي؟

سنجيب على هذا السؤال غدا

 

(لمتابعة سائر أقسام الدراسة، يمكنكم أن تراجعوا صفحة مقالات الكاتب)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير