Assumption of Mary

Robert Cheaib - www.flickr.com/photos/theologhia

جسد مريم وجسدنا

فلنتحترم آنية المجد، آنية الروح القدس

Share this Entry

جسد الأم السماوية يتمدد على غطاء خمري اللون كملوكيتها و أيضاً إشارة أنها في أحضان الألوهة، يديها حتى في رقادها تتجه صوب العلو، فهي تدلنا أبداً على إبنها… يجتمع حولها الرسل الذين بحسب التقليد إتوا من كل الأقطار لوداعها الأخير.
الى جانب رأسها يقف الرسول بطرس مصليّاً و حاملاً البخور فيما يبدو القديس بولس يميل الى تقبيل قدميها… و كما إنحنى على صدر السيد في ذاك العشاء الأخير ينحني يوحنا الحبيب على كتفها و يبدو عليه حزن الفراق…كما يقف في الجماعة المودعة، من وراء أساقفة بلباس كنسي، نسوة مرافقات يلقين ” النظرة الأخيرة” على حواء الجديدة. و فيما يبدو الملائكة يحضرون لإستقبال الملكة الأم في العلى، يظهر ملاك مستلاً سيفاً ليمنع تدنيس النعش من قبل أحد المتطفلين.
أما الرب يقف في قلب الأيقونة محاطاً بهالة من نوره الذي لا يخبو، يحمل بين يديه مريم و كأنها طفلة في أقمطة بيضاء:فهي تولد في السماء على يدي ولدها وربها….
ويتبلور إنتقال العذراء بالجسد و الروح بعد رقادها حين تظهر كالعذراء الملكة و هي في غمام، يذكرنا بذاك الغمام الذي كان يسير أمام الشعب الخارج من عبودية مصر، يدله صوب الطريق الى الأرض الموعودة. و يبدو نظرها الوالدي على من سُلّموا لعنايتها الأمومية من علو الصليب ، حين قال الرب للتلميذ الحبيب: “هذه أمك”( يو 26:19 )

مع جمال هذه الرموز و في ليلة عيد رقاد و إنتقال العذراء الأم، نتأمل برحلة حياتنا. هي تبدأ على هذه الأرض و لكن تتخطاها الى الأبدية. أما ما يقرر مصير هذه الأبدية و شكل “إنتقالنا” إليها يكمن في تلك ال”نَعَم” التي نقولها و نعيشها كمريم الحواء الجديدة، أم نحجبها كحواء الأولى. مع هذه الأخيرة لن نحصد سوى “موتاً تموت”.
بينما في مسار الأم السماوية ، فالموت أضحى ولادة في السماء؛ و في إنتقالها بالجسد صورة مسبقة عن قيامة أجسادنا الى مجد الله!!!

فليكن اليوم ذكرى إنتقال مريم العذراء الى السماء بجسدها كما بروحها ترياق ضد كل إحتقار للجسد من حرب و عنف وإجهاض و إتجار بالبشر… فليكن السر المريمي أمامنا: دعوة لنتذكر هدية الرب لنا ، ذاك الجسد الذي مكانه الأخير السماء ودعوته أن يتقدس كهيكل للروح القدس.
علّ كل منا اليوم يكون صدى لهذه الدعوة: ففيها رغبتنا بقلب الله وعيش القداسة به و معه الى أبد لا يزول…

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير