Saint Monica

Robert Cheaib - flickr.com/theologhia

لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع

من ذكريات القديس أغسطينوس حول أمه

Share this Entry

لكمّ تألمت القديس مونيكا، أم أغسطينوس الشاب عندما رأته ينجرف وراء بدعة ماني ووراء الشهوات. وكم من الأمهات، (والآباء) يعيشون حالها في زمننا هذا الذي تتنوع فيه أشكال الضياع والإلحاد. فليكن ذكر هذه القديسة في عيدها مدعاة رجاء، ولتكن صلاتها مع كل أولادنا.

إليكم نص من اعترافات القديس أغسطينوس يتحدث عن تعزية أسقف للقديسة مونيكا

     لم تكن وحدها إجابتك لأمي ، فقد أجبتها إجابة أخري لا أتذكرها جيداً ، لأنني كنت أمر مراً سريعاً بتلك الأشياء التي دفعتني علي أم أعترف لك بها ، وكثيراً من الأمور الأخرى غيرها … لقد أجبتها في ذلك الوقت بواسطة أحد خدامك ، وهو أسقف أمين تربي في كنيستك ، وقد درس جيداً في كتبك . لقد توصلت أمي إلي مقابلة ذلك الأسقف وطلبت إليه أن يتنازل ويحدثني ويفند ضلالاتي وينهاني عن شري ويعلمني أشياء نافعة لحياتي لأن هذه كانت عادته عندما يجد في بعض الناس رغبة في الإصغاء إلي حديثه . ولكونه كان حكيماً فقد رفض – كما لاحظت بعد ذلك – وأجابها قائلاً ( بأنه مازال غير قابل للتعليم ) ذلك لأنني كنت أبالغ في مدح تلك البدعة التي كنت أعتقد بها حتى لقد أجبرت أناساً كثيرين غير حاذقين علي أن يعتقدوا هم أيضاً بها عن طريق مناقشتي معهم فيها .

     لقد أخبرتني أمي بأنه قال لها ( دعيه وحده ، وصلي إلي الله لأجله وسوف يعرف من نفسه حقيقة تلك الضلالة وسوف يعرف بالقراءة ما فيها من إلحاد عظيم ) . لقد قال لها في نفس الوقت كيف أنه هو نفسه عندما كان صغيراً قد أسلمته أمه المخدوعة إلي المانويين ، وإنه لم يقرأ كتبهم فحسب بل قرأها كلها تقريباً . ولكن لم يلبث ودون أن يناقش أحداً من الناس فيها أو يسمع منهم دليلاً أو برهاناً يفندها لم يلبث أن شعر أن واجبه يحتم عليه أن يبتعد عن تلك الشيعة وقد أبتعد فعلاً عنها… ولكن أمي لم تقتنع بهذا بل زادت في إلحاحها عليه بتوسلات ودموع كثيرة عله يراني ويتحدث معي ، حتى إذا أزعجته لجاجتها أجاب قائلاً لها  :

 “انصرفي إلي سبيلك. الله يباركك. إنه غير ممكن أن يهلك ابن هذه الدموع”

     أية إجابة رائعة حصلت عليها أمي – كما ذكرت مراراً في حديثها معي – لقد كانت تعتقد أنها قد التقطها من السماء.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير