في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا رَأى يَسوعُ ٱلجُموع، صَعِدَ ٱلجَبَلَ وَجَلَس، فَدَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ. *
فَشَرَعَ يُعَلِّمُهُم، قائِلًا: *
«طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات. *
طوبى لِلوُدَعاء، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض. *
طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون. *
طوبى لِلجِياعِ وَٱلعِطاشِ إِلى ٱلبِرّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون. *
طوبى لِلرُّحَماء، فَإِنَّهُم يُرحَمون. *
طوبى لِأَطهارِ ٱلقُلوب، فَإِنَّهُم يُشاهِدونَ ٱلله. *
طوبى لِلسّاعينَ إِلى ٱلسَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ ٱللهِ يُدعَون. *
طوبى لِلمُضطَهَدينَ عَلى ٱلبِرّ، فَإِنَّ لَهُم مَلكوتَ ٱلسَّمَوات. *
طوبى لَكُم، إِذا شَتَموكُم وَٱضطَهدوكُم وَٱفتَرَوا عَلَيكُم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، *
اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم.
*
“نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ، عِندَ ظُهورِه، أَشباهَه؛ لأَنَّنا نَراهُ كما هو”. كلمات رسالة يوحنا الأولى هذه تلقي ضوءًا مميزًا على التطويبات التي يتلوها يسوع في الفصل الخامس من إنجيل يوحنا. فقول الرسول أننا نضحي أشباهه لأننا نراه كما هو يشرح لنا بأن قداستنا لا تأتي في المقام الأول من مجهود أخلاقي، بل من إشعاع شخصية يسوع. بالنظر إلى يسوع نتحول. وفقط عندما نتقبل جاذبية شخصية يسوع ندرك جمال ارتدادنا، توبتنا وانفتاحنا على نعمة القداسة. القداسة هي أن نسمح له أن يحول جوهرنا إلى جوهره الكامل والمشع بالقداسة. لقد أصاب دوستويفسكي عندما لخص قانون إيمانه الشخصي بهذه الكلمات: “أن تؤمن بأن ما من شيء أجمل، ما من شيء أعمق، ما من شيء أروع، ما من شيء أكثر عقلانية، ما من شيء أكثر رجولة، ما من شيء أكثر كمالاً من المسيح”.