انطلق البابا فرنسيس في مقابلته العامة اليوم في ساحة القديس بطرس من موضوع سينودس العائلة الذي اختتم منذ 10 أيام. وأوضح للمؤمنين أنه شاء شخصيًا أن تكون مقررات السينودس معمّمة لكي يستطيع الجميع أن يكونوا شركاء في العمل الذي التزمت به الكنيسة لمدة سنتين. وأضاف أن هذا ليس الوقت للتوصل إلى قرارات نهائية، فالبابا بالذات بحاجة لوقت ليتأمل بالمعطيات الجديدة.
في الوقت عينه الحياة لا تتوقف، حياة العائلة لا تتوقف. العائلات دائمًا في مسيرة وهي تكتب في صفحات الحياة الملموسة جمال إنجيل العائلة. في عالم يضحي أحيانًا جافًا في الحياة والحب، تتحدث العائلة دومًا عن هبة الزواج والعائلة. العائلة هي جومنازيوم نتمرن فيه على العطاء وعلى الغفران المتبادل. من دون العطاء ومن دون الغفران الحب لا يدوم.
في الصلاة التي علمنا إياها، يعلمنا يسوع أن نطلب إلى الآب: “اغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر” ويضيف: “إذا غفرتم للآخرين، يغفر لكم الآب، ولكن إذا لم تغفروا، فالآب لا يغفر لكم”. لا يمكننا أن نعيش جيدًا إذا لم نغفر، بشكل خاص في العائلة. كل يوم نؤذي أحدنا الآخر، ويجب أن نتعلم أن نعيد أواصل العلاقات التي نقطعها. وهناك سر بسيط لشفاء الجروح وهو هذا: “لا تجعل النهار ينتهي قبل طلب العفو”، قبل المصالحة بين الزوج وزوجته، بين الأهل وأولادهم، إلخ. “لا يجب أن نختتم النهار بالحرب”. فإذا تعلمنا أن نفعل هذا في العائلة، نستطيع أن نعيش هذا الأمر خارج العائلة. عندما نتلقى الغفران من الله نعيش الغفران مع الآخرين. الغفران يعيد بناء العائلات ويشفي انشقاقاتها.
وأكد البابا للمؤمنين أنهم إذا تعلموا أن يسيروا في درب التطويبات، ستنمي قدرتهم على النمو في الشهادة لقوة غفران الله، وإلا ستكون عظاتنا جميلة، وربما سنستطيع أن نطرد الشياطين باسم الرب، ولكن الرب لن يعترف بنا لأننا لم نتمتع بقدرة الغفران. وتمنى البابا في يوبيل الرحمة أن تكتشف العائلات كنز الغفران المتبادل لكي تستطيع بناء سبل ملموسة للمصالحة حيث لا يشعر أحد بأنه متروك لأوزاره.
وختم البابا بالصلاة مع المؤمنين: “أبانا، اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر لمن خطئ إلينا”.