البابا فرنسيس: "إنّ المسيحي يضمّ ولا يوصد بابه أمام أحد. إنّ من يستثني أحدًا ظانًا نفسه أنه أفضل من غيره فهو يولّد الانقسامات والصراعات"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“إنّ المسيحي يضمّ ولا يوصد بابه أمام أحد. إنّ من يستثني أحدًا ظانًا نفسه أنه أفضل من غيره فهو يولّد الانقسامات والصراعات” هذه كانت رسالة البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية التي ألقاها اليوم الخميس من دار القديسة مارتا.

يسوع يضمّنا إليه

يحثّنا القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة بأن لا ندين أخانا وألا نزدريه “لقد مات المسيح وعاد إلى الحياة ليكون رب الأحياء والأموات. فما بالك يا هذا تدين أخاك؟ وما بالك يا هذا تزدري أخاك؟ سنمثل جميعًا أمام محكمة الله” (رو 14: 7 – 12). وأشار البابا إلى أنّ موقف المسيحي لا يكون بازدراء الآخر ووضعه خارج الجماعة فالمسيح لا يتعب من البحث عن الخروف الضال وعلّق البابا حول إنجيل القديس لوقا (15: 1-10) وفيه كان العشّارون والخاطئون يدنون من يسوع ليستمعوا إليه إنما ذلك دفع بالفريسيين والكتبة إلى التذمّر قائلين: “هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم”. ومن هنا، أشار البابا إلى موقف الفريسيين والعشّارين الذين لا يضمّون الآخرين بل يقولون: “نحن كاملون، نحن نتبع الشريعة. هؤلاء الأشخاص خاطئون!”

وأضاف: “يوجد مساران يمكن أن نأخذهما في الحياة: إمّا نأخذ مسار الإدماج وإما مسار إقصاء الأشخاص. ويسوع واضح في تعليمه: هو يعلّمنا أن نضمّ الآخرين ويمكن للحروب أن تبدأ من ثقافة الإقصاء… ليس من السهل أن نضمّ الأشخاص إلينا لأننا سنلقى المقاومة ربما. من هنا، يكلّمنا يسوع من خلال مثلين: مثل الخروف الضال ومثل الدرهم الضائع. كلاهما قاما بكل ما في وسعهما من أجل إيجاد الخروف والدرهم وعندما وجدوهما فرحا فرحًا كبيرًا. لقد فرحا لأنهما وجدا ما فقداه حتى إنهما ذهبا إلى جيرانهم وأصدقائهما ليشاركاهما الفرحة قائلين: “لقد وجدت، لقد ضممت!”

“هذا هو “الإدماج” الذي يقوم به الله ضد ثقافة الإقصاء التي ينادي بها من يدينون غيرهم ويقولون: “لا لهذا! لا لذلك! وينشئون دائرة من الأصدقاء بهذا الجو فيقوم جدل بين ثقافة الإقصاء والإدماج. لقد ضمّنا الله إليه بالخلاص، كلنا! وأما نحن نتيجة ضعفنا وخطايانا وحسدنا وغيرتنا نأخذ موقف الإقصاء الذي وكما قلت من قبل يمكن أن يقود إلى الحروب!”

ثم ختم البابا سائلاً من كل شخص أن يفكّر قليلاً بموقفه مع الآخرين: لنفكّر قليلاً وعلى الأقلّ أن نقوم بواجبنا، أن لا ندين! ولا نقل: “هذا الشخص تصرّف هكذا…” إنما الله يعلم: إنها حياته إنما لا أقصي أحدًا من قلبي ومن صلاتي ومن ابتسامتي ومن ترحيبي وإن سنحت لي الفرصة يمكنني أن أوجّه له كلامًا جميلاً!… لا توصدوا أبوابكم أمام أي شخص، تحلّوا دائمًا بقلب منفتح… فلنسأل الله أن يمنحنا هذه النعمة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير