خلال مقابلة أجرتها معه إحدى الصحف الدنماركية عاد البابا فرنسيس الى ذكريات الطفولة وأحلامها وشرح أنه وعلى الرغم من الأعمال التي يقوم بها من أجل الفقراء فهو لن يبيع “أغنياء الكنيسة”. سئل البابا عما إذا كان سيبيع ممتلكات الكنيسة وأجاب أن هذه الأملاك ليست للكنيسة بل للبشرية، فإن أراد أن يعرض مثلا لوحة لمايكل أنجلو في المزاد لا يستطيع لأنها ولو عرضت في الكنيسة فهي للعالم أجمع. ناقش البابا أيضاً خلال المقابلة موضوع الأموال في الفاتيكان والتزامه مكافحة الفقر.
عاد البابا وتحدث حول تجربتين تواجههما الكنيسة الأولى هي النفاق فلا يمكن للمؤمن أن يتحدث عن الفقر فيما هو يعيش حياة رخاء فعلى الكنيسة أن تتكلم بالحق وأيضاً من خلال الشهادة، الشهادة للفقر. كما تحدث أيضاً عن الاتفاقات الحكومية والأخطار المحدقة بها فهي اتفاقات من واجبها أن تكون واضحة وشفافة. قدم فرنسيس هنا مثالا عن الفاتيكان والذي هو مسؤول عن الأموال إلا أن الحسابات تعود لتخضع للتدقيق إذ ان الجميع عرضة لإغراء الفساد في الحياة أكانت دينية أم سياسية.
أوضح البابا أن البعض يظن أن الكنيسة غنية ولكن غناها هو ملك للبشرية، ولكن هو يمكنه أن يبيع بعض الأشياء التي يتلقاها كهدايا كالدراجات النارية والسيارات التي سبق وباعها خلال مزاد علني. تنتقل الأموال التي تجمع من هذه المبيعات الى وكيل الصدقات في الفاتيكان الذي بدوره يستخدمها لتلبية احتياجات الفقراء. أما عن فكرة العقارات التي تملكها الكنيسة فقال الأب الأقدس أنها تستخدم للحفاظ على هياكل الكنيسة والكثير من اعمالها في البلدان المحتاجة كالمستشفيات والمدارس وأشار الى أنه طلب اليه أن يبعث 50000 يورو الى الكونغو لبناء 3 مدارس لأن التعليم مهم للأطفال.
من حيث موضوع التزامه مساعدة الفقراء قال فرنسيس أن التزامه شخصي وينبع من عدة أمور وأبرزها امرأة ايطالية كانت تأتي الى منزله لمساعدة والدته في الأعمال المنزلية حين كان طفلاً، وكان للمرأة ولدين وكانت فقيرة جداً وتأتي الى منزلهم 3 مرات أسبوعياً وهو ظل يتذكرها دائماً، ومع أن عائلته ليست غنية لم يحتاجوا يوماً لشيء إلا أن هذه المرأة حرمت في الكثير من الأحيان من الأامور الضرورية. تابع الأب الأقدس يقول أنه عاد ليجد هذه المرأة حين طان رئيس أساقفة بوينس أيريس ورافقها الى مماتها عن عمر 93 سنة وقد أهدته أيقونة لقلب يسوع يحملها معه الى اليوم لتذكره بالفقر.
مع أن البابا يطمح لعالم خال من الفقر إلا أن الخطيئة للأسف موجودة ومعظمها ينم عن الانانية وبهذا السلوك سيبقى الفقر موجوداً في العالم. وهنا أقر البابا أنه تحدث كثيراً عن الفقراء واللاجئين لدرجة أن الناس من الممكن أن يكونوا قد سئموا حديثة وأكد أنه حين يتكلم الشخص في موضوع حساس كهذا تحاول الجربة أن تهتف كفى!
أكد فرنسيس أنه يشعر بالحرية في دار القديسة مارتا بما أن الناس يحيطون به ويأكل في غرفة الطعام مع الآخرين. اعترف فرنسيس أنه لم يحلم أبداً بأن يصبح بابا بل أراد أن يكون لحاماً.