في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ ٱلرَّبّ: «مَن مِنكُم لَهُ عَبدٌ يَحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رَجَعَ مِنَ ٱلحَقل، يَقولُ لَهُ: تَعالَ فَٱجلِس لِلطَّعام! *
أَلا يَقولُ لَهُ: أَعدِد لِيَ ٱلعَشاء، وَٱشدُد وَسَطَكَ وَٱخدُمني حَتّى آكُلَ وَأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذَلِكَ وَتَشرَب. *
أَتُراه يَشكُرُ لِلعبدِ أَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ *
وَهَكَذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جَميعَ ما أُمِرتُم بِهِ، فَقولوا: نَحنُ عَبيدٌ لا خَيرَ فيهِم، وَما فَعَلنا إِلّا ما كانَ يَجِبُ عَلَينا أَن نَفعَل». *
*
لكي نعيش ونتقدم، لا بد لنا أن ننسى ذواتنا. فبحق يقول جبران خليل جبران أن الجمال الذي يتأمل نفسه يتحجر. نسيان الذات والتكرس لهدف سامٍ هو أحد قوانين طبيعتنا. وهذا القانون يضحي حدثًا فائق الطبيعة عندما لا يضحي الهدف تحقيق ذواتنا، بل تمجيد اسم الله. هذا “الواجب” يضحي مصدر قوة وحرية لأن ما من إنسان أكثر حرية ممن يضع نفسه في خدمة الخير الأعظم.