“الجوع إلى المحبة هو الجوع الأكبر” بهذه الكلمات استقبل البابا فرنسيس الجماعات التي أسّسها الأب لويجي غوانيلاّ في زيارة حج بعد ظهر يوم الخميس 12 تشرين الثاني في قاعة القديس بولس السادس في الفاتيكان. ودعا البابا الجماعات إلى النظر في عمق المحبة لأنّه للأسف هذا هو الفقر الجديد التي تعاني منه مجتمعاتنا.
وركّز البابا في حديثه إلى الجماعات على ثلاثة أفعال: “ثقوا”، “أنظروا” و”أسرعوا” مشيرًا إلى أنّ حياة الأب غوانيلا مؤسس هذه الجماعات قد ارتكزت على الثقة بأنّ الله هو رحيم إذ كان ذلك جوهر الإيمان بالنسبة إليه.
ثم سأل البابا أعضاء العائلة الروحية للأب غوانيلا أن “ينظروا” إلى العالم “بعينين جديدتين، تلمعان أكثر من المحبة والأمل”. وقال: “هذه النظرة الجديدة تسمح أن نرى الآخرين كإخوة وأخوات وليس كعقبات”. وحذّر البابا قائلاً: “أحيانًا تكون نظرتنا الروحية قصيرة لأننا لا نستطيع أن نرى أبعد من أنانيتنا” وذكّر بأنّ الأب غوانيلا لطالما “أوصى” الجميع أن يتحلّوا بالنظرة ذاتها التي كان يملكها الرب: نظرة تمنح الأمل والفرح قادرة في الوقت نفسه أن تشهد على الرحمة إزاء الآخرين”.
وختم البابا بأنّ الفقراء كانوا الأبناء المفضّلون لدى الأب غوانيلا مركّزًا على أهمية مساعدة الفقراء انطلاقًا من الفعل الذي طلبه منهم في بداية اللقاء “أسرعوا” أي الإسراع دائمًا للتوجّه إلى من هم بأكثر حاجة إلى عنايتنا وحبّنا”.
هذا ونذكر أنّ البابا قد وجّه اليوم الجمعة 13 تشرين الثاني رسالة فيديو إلى قدامى طلاب مدارس وجامعات الرهبنة اليسوعية في أمريكا اللاتينية لمناسبة انعقاد مؤتمرهم السادس عشر وذكّر بدور اليسوعي الذي يطرح على نفسه على الدوام الأسئلة التي يستقي من خلالها التنشئة اليسوعية: “كيف أنا أمام الله؟ كيف أنا أمام العالم؟ وكيف أنا أمام روح العالم الذي يجرّبني على الدوام؟”
ثم طلب من قدامى المدارس والجامعات أن يفكّروا بثلاثة أمور: العناية الصحية والطعام والتعليم من أجل التأمّل في المأساة البشرية ذاكرين على الدوام أنّ الإنسان هو هيكل للثالوث الأقدس وسألهم أن يتنبّوا لما سيقولونه لله لدى رؤيتهم عدم المساواة نظرًا لحالات الفقر والظلم مشيرًا إلى أنهم يملكون “الفيروس اليسوعي”.