في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِلتَّلاميذ: «كَما حَدَثَ في أَيّامِ نوح، فَكَذَلِكَ يَحدُثُ في أَيّامِ ٱبنِ ٱلإِنسان. *
كانَ ٱلنّاسُ يَأكُلونَ وَيَشرَبون، وَٱلرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ وَٱلنِّساءُ يُزَوَّجنَ، إِلى يَومِ دَخَلَ نوحٌ ٱلفُلكَ، فَجاءَ ٱلطّوفانُ وَأَهلَكَهُم أَجمَعين. *
وَكَما حَدَثَ في أَيّامِ لوط، إِذ كانوا يَأكُلونَ وَيَشرَبون، وَيَشتَرونَ وَيَبيعون، وَيَغرِسونَ وَيَبنون. *
وَلَكِن يَومَ خَرَجَ لوطٌ مِن سَدوم، أَمطَرَ ٱللهُ نارًّا وَكِبريتًا مِنَ ٱلسَّماءِ فَأَهلَكَهُم أَجمَعين. *
فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱلأَمرُ يَومَ يَظهَرُ ٱبنُ ٱلإِنسان. *
فَمَن كانَ في ذَلِكَ ٱليَومِ عَلى ٱلسَّطحِ وًأَمتِعَتُهُ في ٱلبَيت، فَلا يَنزِل لِيَأخُذَها. وَمَن كانَ في ٱلحَقلِ فَلا يَرتَدّ إِلى ٱلوَراء. *
تَذَكَّروا ٱمرَأَةَ لوط! *
مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حياتَهُ يَفقِدُها، وَمَن فَقَدَ حياتَهُ يُخَلِّصُها. *
أَقولُ لَكُم: سَيَكونُ في تِلكَ ٱللَّيلَةِ رَجُلانِ عَلى سَريرٍ واحِد، فَيُقبَضُ أَحَدُهُما وَيُترَكُ ٱلآخَر. *
وَتَكونُ ٱمرَأَتانِ تَطحَنانِ مَعًا، فَتُقبَضُ إِحداهُما وَتُترَكُ ٱلأُخرى». *
[…] *
فَسَأَلوه: «أَينَ، يا رَبّ؟» فَقالَ لَهُم: «حَيثُ تَكونُ ٱلجيفَةُ تَتَجَمَّعُ ٱلنُّسور». *
*
هناك أوقات نعيش فيها وعيًا متزايدًا لهشاشة الحياة، وندرك بالتالي واقعها. لسنا أبديين. هذه اللحظات تتولد من خبرات سلبية، مثل موت مفاجئ لشخص عزيز، كما وتتولد من أوقات إيجابية، أوقات استنارة نعيشها في الصلاة والتأمل… ولكن للأسف هذه الأوقات قلما تدوم، ونعيش غالبًا حياتنا في وهم أبدية تجعلنا نضيع “اليوم” بحجة “الغد”. في إنجيل اليوم يسوع ينبهنا ولكن لا يجب أن نأخذ تحذيره كدعوة لعيش ضغط يشبه ضغط سيف داموكل، ما يريده منا؟ يريد أن نعيش الآن. فالآن هو الدرب الوحيدة للولوج إلى السعادة، إلى الحقيقة، إلى الأبدية.