مقابلة أجرتها آسيا نيوز على ضوء وضع العائلات في سوريا مع المهندس رياض سارجي حول كيفية انتظاره وعائلته في تلك البلاد أن يحل السلام.
انتهى سينودس العائلة في روما فما الذي يحمله معنى العائلة اليوم في سوريا في وقت الحرب هذا؟
لنا جميعاً يعني الأمر أن نعيش معاً في جو من الخوف الدائم. نحن خائفون من القنابل والصواريخ التي يتم إطلاقها بشكل عشوائي على المدارس والمستشفيات والمنازل والطرق. بعد السنوات الخمس الماضية (من الصراع)، هناك خوف كبير من المستقبل. بعض ضحايا الخطف عادوا بعد دفع فدية كبيرة من المال، والبعض الآخر قد اختفى إلى الأبد. حظا تم القتيل أو قد قطع رؤوسهم لأنهم يعلنون دين آخر. أما الذين لا حظ لهم مات بقطع الرأس لأنهم من دين آخر.
لم قررت البقاء في البلاد على الرغم من جو الحرب والعنف هذا؟
قررت البقاء في سوريا لأسباب كثيرة، ولكن في الغالب لأنني أشعر أن جذوري في هذه الأرض. سوريا هي مهد المسيحية. منطقتنا، دمشق، مليئة بالكنائس وبداخلها هناك جو من القداسة. عملي هو في سوريا، والدي يعيش في سوريا، أخي وأختي، وأسرهم، ما زالوا يعيشون في سوريا. وعلاوة على ذلك، لا يمكننا التخلي عن الفقراء والأسر المحتاجة، وكبار السن الذين يحتاجون إلينا، والى مساعدتنا. وأخيرا، وأنا لا أشعر بأنه علي ترك وطني في ظل الظروف الحالية والعيش بسعادة وأمان في مكان آخر.
أين وجدت هذه القوة لتبقى في البلاد، وقبل كل شيء، لتبقوا معا أسرة واحدة؟
القوة، في الواقع، هي هدية من الله. ربما، خيارنا للبقاء في بلدنا على الرغم من المخاوف والصعوبات الهائلة والمخاطر يكمن في السعي للرسالة (المتأصلة في العقيدة المسيحية) لمساعدة الفقراء والمحتاجين، الذين يحتاجون منا أن نكون بالقرب منهم.
هل بإمكانك أن تصف لنا يوماً من أيام الحرب…
للأسف، الحياة اليومية في هذا الجو من العنف رهيبة. في كل وقت نحن دائما عرضة لخطر اصابتنا بجروح وحتى القتل لكوننا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. لهذا السبب، نحن نحاول قدر الإمكان أن ننسى المخاطر، ولا نفكر بها، في محاولة لقيادة حياتنا بشكل طبيعي قدر الإمكان من خلال الاعتماد على الله، مخلصنا يسوع المسيح وأمه العذراء مريم.
البابا فرانسيس هو واحد من عدد قليل من الأصوات المنادية بالسلام، في سياق هذا الصراع الدولي. ما مدى أهمية اقربه منكم، وبخاصة بالنسبة لك لأنك تمكنت من مقابلته؟
الحرب في سوريا هي حرب قذرة، لصالح القوى العظمى المعنية، ولصالح مصنعي الأسلحة وتجار المخدرات. إنه صراع دموي بين نموذجين، بين فكرة السلام والتعايش التي يجسدها البابا فرانسيس وبين ما يمثله المال وزعماء مختلف السلطات والعالم. الشعب السوري يعاني مباشرة من الأمر وكأنه تحول إلى العلف الذي يغذي هذه الحرب القذرة. كما يسوع المسيح نفسه شرح لنا: لا تعبدوا اثنين الله والمال.
هل غيرت سنوات الحرب الأربعة العلاقة بين المسيحيين والمسلمين؟
في الماضي، قبل الحرب، كان المسيحيون والمسلمون معتادين على العيش معا دون تمييز. نحن اليوم لا نزال تعيش جنبا إلى جنب مع المسلمين المعتدلين، ولكن يمثل الأفراد والجماعات المتطرفة خطرا كبيرا لأنهم يشعرون أنه من واجبهم تحويل المسيحيين إلى مسلمين، لإجبارهم على دفع الجزية أو قتلهم. هكذا يفكر هؤلاء الناس يأنهم يخدمون ربهم.
سيد سارجي، سؤال اخير، ما هي أملك لمستقبل عائلتك وبلدك؟
أتمنى من كل قلبي أن يعود السلام والأمان إلى بلدي الحبيب، وأن تعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل الحرب. آمل كثيرا أن تتمكن عائلتي من العيش بسلام وأن يتمكن أولادي من بناء مستقبل جيد. ولذلك، أسأل الله كل يوم [في الصلاة] أن يحمينا من الأذى.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية