يوجد نوعان من الخطر الذي يمس بالمؤمنين: تجربة جعل الأشياء الأرضية إلهية وعبادة العادات كما ولو أنها ستدوم الى الأبد. ولكن بدلاً من كل ذلك الجمال الأبدي الوحيد الدائم الذي يجب أن نتأمله هو جمال الله. هذا ما ذكره البابا في عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا بالفاتيكان بحسب ما ذكرته إذاعة الفاتيكان. الجمال الأعظم هو الله فقد جاء في المزمور أن السماوات تخبر عن جمال الله ولكن غالباً ما ينحني الإنسان أمام الجمال المعكوس الذي سيفنى يوماً ما.
يتابع البابا عظته مفسراً عن عبادة الأصنام التي تحدث عنها وعن التجربتين اللتين يوقعان بالإنسان حتى ولو كان مؤمناً، فهناك ناس لا يستطيعون النظر الى أبعد من الشيء، أي الى الله فيتوقفون عند الجمال الذي لا منفعة منه. نحن متعلقون بهذه الوثنية يقول البابا ولم نفكر بما يوجد وراءها، هو الذي خلق الجمال. الوثنية قد تشبه بالنطر الى الجمال وبنفس الوقت ننسى أن هناك مغيب شمس، حتى غياب الشمس له جماله الخاص وهذه الوثنية تعني التعلق بالجمال الموجود أمامنا ونعتقد بأن الأشياء هي كما هي لا تزول أبداً.
الوثنية الأخرى بحسب البابا هي العادات التي تجعل قلوبنا مملة. هنا ذكر البابا كلمات يسوع في إنجيل اليوم من أيام نوح أو صادوم حين كان الناس ياكلون ويشربون والرجال يتزوجون والنساء يزوجن الى أن دخل نوح الفلك فجاءهم الطوفان وأهلكهم. “كل شيء عادي، والحياة تسير، ونعيش بشكل جيد من دون أن نفكر بمغيب الشمس على نمط الحياة هذا…الكنيسة تجعلنا ننظر الى نهاية هذه الأمور.
في هذا الإطار يطلب البابا أن نوجه نظرنا الى العادة الأخيرة أي الله الى ما فوق الأشياء المخلوقة، كما تعلمنا الكنيسة في نهاية هذه السنة الليتورجية، كي لا نقع في الخطأ الفادح بالنظر الى الأشياء بشكل سطحي كما فعلت زوجة لوط ولنكن متأكدين أن الحياة جميلة ولكن هناك أيضاً مغيب ولو كان جميلاً بدوره.