بعد الاعتداء الدامي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس نهاية الأسبوع الماضي، تلا الأب فيديريكو لومباردي مدير دار الصحافة الفاتيكانية تصريحاً يوم السبت 14 تشرين الثاني للتذكير بضرورة الإبقاء على يوبيل الرحمة الذي سيُفتتح بتاريخ 8 كانون الأول المقبل. وقد أورد موقع fr.radiovaticana.va الإلكتروني ما جاء في تصريح الأب لومباردي.
“في هذه الأيام المحزنة، وإثر الانحراف الجنوني والمريع للعنف الإجرامي، يتساءل كثرٌ كيف يجب أن يكون ردّ فعلهم، فيما يتساءل البعض كيف يعيشون انتظار انطلاق اليوبيل.
لكن حذارِ! هؤلاء القتَلة الذين يسكنهم حقد أعمى يُدعون إرهابيين، فقط لأنهم يرغبون في بثّ الإرهاب. وإن سمحنا لهم بتخويفنا، سيكونون قد بلغوا هدفهم الأوّل. وهذا سبب إضافيّ للصمود بكلّ حزم وشجاعة بوجه الخوف. من البديهي أن نتابع العيش فيما نبني السلام والثقة المتبادلة. لذا، أقول إنّ يوبيل الرحمة بغاية الضرورة. فهو رسالة رحمة أي حبّ الله، الذي يحصد أيضاً المحبّة المتبادلة والمصالحة. وهنا تحديداً يكمن الجواب الذي نعطيه خلال أوقات تجربة الاحتراس.
كان يوحنا بولس الثاني يقول إنّ رسالة الرحمة جواب الرب والمؤمنين خلال أوقات الحرب العالمية الثانية الحالكة والمذابح التي ارتكبها التوتاليتاريّون وبثّ الحقد بين الشعوب والأفراد. واليوم أيضاً، عندما يتكلّم البابا فرنسيس عن الحرب العالمية الثالثة المجتزأة، نجد أنّ رسالة الرحمة ضرورية لجعلنا قادرين على المصالحة ولبناء الجسور على الرغم من كلّ شيء، وللتحلّي بشجاعة الحبّ.
والآن أكثر من قبل، الوقت ليس مناسباً للتخلّي عن اليوبيل أو الخوف منه. فنحن بحاجة إليه أكثر من أيّ وقت مضى. وعلينا عيشه بحكمة، لكن أيضاً بشجاعة واندفاع روحي، فيما نتابع النظر إلى الأمام بكلّ رجاء على الرغم من الاعتداءات الحاقدة.
إنّ البابا فرنسيس يرشدنا ويدعونا إلى الوثوق بالروح القدس الذي يرافقنا”.
*
نقلته إلى العربية ندى بطرس – وكالة زينيت العالمية