أيّها الإرهابيّون القتلة، أبشرّكم بيسوع.
أتركوا أمراء الحرب، وآمنوا بأمير السّلام.
حاولوا أن تقرؤا إنجيل يسوع ولو خلسة، لأجل خلاصكم الأبديّ، وخلاص البشريّة من ضلالكم وإجرامكم.
فها إنّكم ومن حيث لا تدرون، تُعطون الجزية للشّيطان وأنتم صاغرون.
تتحدّثون عن الغزوات، وفكر الظّلام الدّامس قد غزا عقولكم، حتّى صرتم لا تفقهون.
تتكلّمون على السّبي! فها مخالب الأبالسة قد سبت أذهانكم حتّى غدوتم مصّاصي دماء البشر، بل أبالسة متجسّدة، متسلّلة من قعر الجحيم، تشتعل حقدا وشرّا وسخطا، محتجبة وراء أقنعة الخوف من النّور، وثياب الموت السّوداء، فلا ترتوي إلاّ من دماء الأبرياء المساكين، ولا تشبع إلاّ من أشلاء الرُّضّع والأطفال، ولا تطرب إلاّ من صراخ الأمّهات، وأنين الجرحى، واستغاثات المشّردين.
تتشدّقون بالتّهديد والوعيد، وها أنتم جبناء ضعفاء، قابعون في كهوف الذّعر وأقبية الموت، لا قضيّة لكم إلاّ ما توهّمتموه أنّه حقّ، ولا دين لكم غير ما أفرغه في عقولكم المظلمة بعضُ الخارجين من بؤر عصور الجهل والتّيه والتّخلّف، حتّى عثتم في الأرض فسادا، وسفكتم الدّماء البريئة، وزرعتم الشّرّ والدّمار في كلّ قلب ودرب وشارع وحيّ ومدينة.
فيا أعداء الحضارة والإنسانيّة، حيثما وجدتم حيّا قتلتموه، وميتا هدمتم عليه ضريحه، و”أنثى” سبيتموها، وحضارة دمّرتموها، وثقافة خنقتموها، وحقيقة طمستموها، ومكتبة أتلفتموها، ومتحفا أحرقتموه، وإرثا بشريّا صببتم عليه جام غضب جهلكم وبداوتكم وظلاميّتكم.
بالله عليكم، بأيّة جنّة تبشّرون؟ جعلتم من الأرض جهنّما كيما تصلوا إلى جنّة من صنع أوهامكم الخرقاء، وأحلامكم الحمراء.
تقتلون نساء الأرض لكي تغتصبوا حوريّات الكَبْت والوهم والأساطير.
ها إنّي عارض عليكم دين المسيح، ومحبّة المسيح، وسلام المسيح.
فجنّتكم جنس وسماؤه حبّ.
جنّتكم مادّة وسماؤه روح.
جنّتكم تجري من تحتها أنهار الدّماء وأشلاء القتلى وعويل الثّكالى وصراخ الأطفال، وسماؤه تحوي ما لم تره عين ولم تسمع به أذن و لم يخطر على بال بشر؛
جنّتكم تدخلونها بلباس الحرب وأحزمة التّفجير وخناجر النّحر وأدوات الدّمار، وسماؤه يلتحف ساكنوها الضّياء، ويأتزرون الحقّ، ويعتمرون أكاليل النّور، فتتألّق وجوههم طهرا وفرحا ونقاء.
حياتكم موت وموته حياة.
ثقافتكم السّيف وثقافته السّلام.
حضارتكم الكراهية، وحضارته المحبّة.
هذا الذي تضطهدون أتباعه وتقتلونهم، به أبشرّكم! إنّه يسوع المسيح، ابن الله الحيّ الآتي إلى العالم.
أعرف أنّه لم يتسنَّ لكم أن تعرفوا عنه شيئا. ولم يشرح لكم أحدٌ عنه من ذي قبل، إلاّ بصورة مغايرة لحقيقة ربوبيّته، مع أنّه روح الله وكلمته كما تعلمون؛
إنّه الرّبّ والحبّ والمخلّص والفادي، والقائم من بين الأموات، فإذا آمنتم به تكون لكم الحياة الأبديّة.
فباسم حرّيّة أبناء الله أعرض عليكم الإيمان بيسوع، وهوعلّمنا أن نعرض ولا نفرض.
أمّا إذا لم يكن باستطاعتكم أن تدحرجوا حجر الجهالة عن قبور قلوبكم الخالية من مشاعر البشر، فتذكّروا أنّنا قوم، لا شدّة، ولا ضيق، ولا اضطهاد، ولا جوع، ولا عري، ولا خطر، ولا سيف، ولا أيّة خليقة أخرى تستطيع أن تفصلنا عن الإيمان بيسوع ومحبّته واتّباعه.