في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ أَريحا وَأَخَذَ يَجتازُها. *
فإِذا رَجُلٌ يُدعى زَكّا وَهُوَ رَئيسٌ لِلعَشّارينَ غَنِيّ. *
قَد جاءَ يُحاوِلُ أَن يَرى مَن هُوَ يَسوع، فَلَم يَستَطِع لِكَثرَةِ ٱلزِّحام، لِأَنَّهُ كانَ قَصيرَ ٱلقامَة. *
فَتَقَدَّمَ مُسرِعًا وَصَعِدَ جُمَّيزَةً لَيَراه، لِأَنَّهُ أَوشَكَ أَن يَمُرَّ بِها. *
فَلَمّا وَصَلَ يَسوعُ إِلى ذَلِكَ ٱلمَكان، رَفَعَ طَرفَهُ، وَقالَ لَهُ: «يا زَكّا ٱنزِل عَلى عَجَل، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ ٱليَومَ في بَيتِكَ». *
فَنَزَلَ عَلى عَجَلٍ وَأَضافَهُ مَسرورًا. *
فَلَمّا رَأوا ذَلِكَ قالوا كُلُّهُم مُتَذَمِّرين: «دَخَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبيتَ عِندَهُ!» *
فَوَقَفَ زَكّا، فَقالَ لِلرَّبّ: «يا رَبّ، ها إِنّي أُعطي ٱلفُقَراءَ نِصفَ أَموالي. وَإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحدًا شَيئًا، أَرُدُّهُ عَلَيهِ أَربَعَةَ أَضعاف». *
فَقالَ يَسوعُ فيه: «ٱليَومَ حَصَلَ ٱلخَلاصُ لِهَذا ٱلبَيت، فَهُوَ أَيضًا ٱبنُ إِبراهيم. *
لِأَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عَنِ ٱلهالِكِ فَيُخَلِّصَه». *
*
يمكننا أن نرى في الجميزة تجسيدًا لدور الضمير في حياتنا. ما أعنيه هو ما يلي: أحيانًا كثيرة نشعر بأننا “قصيرو القامة” الروحية مثل زكا، غير مستحقين بسبب خطايانا وغير قادرين بسبب صغرنا أن ندخل في علاقة حقة مع المسيح. ولكن في داخلنا توق، “صدى صوت”، كما يقول الطوباوي جون هنري نيومان، يدعونا يجذبنا نحو الله. بحسب هذا المرتد الإنكليزي الكبير، نعيش كبشر علاقتنا بالله على صعيد الضمير الذي هو “في بحث دائم عن الله”. ويبقى على عاتقنا أن نذعن لهذا الصوت الباطني الذي يهمس دومًا “أبا، أيها الآب”. فعندما نفتح قلبنا بصدق وشوق، يسوع سينظر إلينا وسيدخل بيتنا. فبالنسبة ليسوع، كما كان الحال مع زكا، هذا الحب الخلاصي هو مسألة “واجب” حب طارئ: “يَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ ٱليَومَ في بَيتِكَ”.