لطالما عارض الكرسي الرسولي صدام الحضارات وهو أوّل من روّج ثقافة الحوار منذ عهد البابا يوحنا بولس الثاني الذي عارض جدار برلين ودعا إلى لقاء الأديان في أسيزي مدينة السلام مرورًا بالبابا بندكتس السادس عشر الذي فاجأ العالم حين صلّى في “المسجد الأزرق” في اسطنبول وصولاً إلى البابا فرنسيس وغيرهم من الباباوات الذين كانوا دعاة سلام وحوار.
وكان واضحًا البابا فرنسيس في صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت حين قال أمام الحشود المجتمعة في اسحة القديس بطرس: “القتل باسم الله من أجل تبرير العنف هو تجديف!” وقد تحدّث في فرح الإنجيل عن ضرورة إيجاد أرضية مشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية حيث “ذكّر آباء السينودس بأهمية احترام الحرية الدينية التي تُعتبَر كحق إنساني أساسي”.
وبات من الضروري أن نفهم حقيقة معنى الحوار وألا نقوم بادعاءات زائفة بالأخص مع كل هذه الهزّات التي تصيب عالمنا ولا يسعنا إلاّ أن نقتبس قولاً من فرح الإنجيل للبابا فرنسيس وفيه يقول: “يجب أن يميّز الحوار مع مؤمني الديانات غير المسيحية موقف انفتاح في الحق والمحبة، على الرغم من العوائق المختلفة والصعوبات، بالأخص الأصولية من جهة الطرفين. هذا الحوار بين الأديان هو شرط جوهري للسلام في العالم، وبالتالي فهو واجب على المسيحيين، كما على الجماعات الدينية الأخرى”. (فرح الإنجيل 250).