أصدر الأساقفة الأمريكيون مسوّدة بيان حول الإباحية في أثناء انعقاد اجتماعهم العام من 16 تشرين الثاني حتى 19 منه في بالتيمور مشيرين إلى أنّ الإباحية هي “خطيئة مميتة” ورجوا الكاثوليك أن يعرضوا عنها. وقد أتى في مسوّدة البيان تحت عنوان “قلبًا طاهرًا أخلق فيّ”: “إنّ استخدام الإباحية أو انتاجها هو خطيئة مميتة ويجب الاعتراف بها حتى يلقى الشخص التائب غفران الله. إنّ كلّ من ينتج ويوزّع أفلامًا إباحية يؤذي الصالح العام من خلال تشجيع الآخرين على ارتكاب هذه الخطيئة أو التسبّب بها”.
وأضاف البيان الذي اقترحته لجنة الأساقفة حول العلمانيين والزواج والأسرة والشبيبة: “يوجد العديد من ضحايا الإباحية… والجدير ذكره أنّ العديد من الناس يناضلون لعدم استخدام الإباحية بمن فيهم المؤمنون الكاثوليك وأهل الإيمان والمتزوّجون والآباء والأمهات والشبيبة وكبار السن ورجال الدين وكلّ المكرّسين… لقد رأينا الأضرار التي تسببها الإباحية فتُسلَب براءة الأطفال ويشعر الرجال والنساء بالذنب والعار لمشاهدة الأفلام الإباحية أحيانًا أو دائمًا؛ الأزواج الذين يشعرون بالخيانة ويصابون بالصدمات النفسية لمجرّد مشاهدتهم الأفلام الإباحية حتى إننا نجد رجالاً ونساءً وأطفالاً يتمّ استغلالهم من خلال إنتاج الأفلام الإباحية”.
وبالرغم من أنّ المحاكم الأمريكية فشلت في تحديد الإباحية، استعان البيان المقترَح من تعليم الكنيسة الكاثوليكية تعريفًا عنها: “إنها إزالة الأفعال الجنسية الحقيقة من حميمية الشريكين بهدف عرضها عمدًا لطرف ثالث”.
وأضاف البيان: “لا يمكن أبدًا تبرير مشاهدة الأفلام الإباحية حتى ضمن الزواج فهي ليست فنًا ويمكن لآثارها أن تختلف من شخص إلى آخر”. كما يربط البيان المقترَح مشاهدة الأفلام الإباحية بخطايا أخرى “بالأخص الاستمناء” الذي غالبًا ما يحدث عمدًا عند مشاهدة الأفلام الإباحية. وبالرغم من أنّ مجتمعاتنا تجد أنّ هذا الأمر طبيعيًا ومقبولاً إلاّ أنّ الاستمناء يعارض كليًا مبدأ العفة وكرامة الجسد”.
ثم أطلق البيان المقترَح اسمًا على الإباحية بأنها “صناعة الخطيئة”. الإباحية هي صفقة تجارية إذ يُقدَّر أن المليارات من الإيرادات تصل من خلالها في كل عام وهذا الانتشار يؤذي بشكل كبير الناس والمجتمع ككلّ وفق ما أتى في البيان المقترَح.
وأما من ينتجون الأفلام الإباحية فتوجّه البيان المقترَح إليهم وقال: “إنّ الرب برحمته وعدالته اللامتناهتين يدعوكم إلى الاهتداء والتوبة عن ذنوبهم وأن تتبعوه. وأما إن كنتم تشاركون في هذا الاستغلال الإجرامي، نحن نحثّكم على تسليم أنفسكم للسلطات المدنية فالله يمكن أن يستخدم أخطاءكم السابقة ليساعد الآخرين”.
