Couple

Pixabay CC0

3 مقترحات عملية- روحية، تنمي ثقافة المغفرة والحوار داخل العلاقات الأسرية

من وحي رسالة البابا الأخيرة ” وجه الرحمة”

Share this Entry

كيف على  الأزواج إنماء ثقافة المغفرة في حياتهم الزوجية ؟ وما هي المقومات التي تسهم في إنجاح هذه المهمة؟ تنطلق المقالة من ثلاث نقاط، تحاول أن تساعد ولو بالقليل الأزواج في كيفية النظرالى نزاعاتهم بطريقة مسيحية، ومعالجتها إنطلاقًا من مبدأ الرحمة.

 

  1. الايمان الحواري

لا مغفرة حقيقة بمعزل عن الايمان، الذي بفضله ” يلتصق الإنسان بالله التصاقًا شخصيًّا… وبطريقة غير قابلة الإنفصال[1]. فالإيمان هو علاقة حوارية بين الله والأشخاص. وبفضل الإيمان  تنفتح الذات على وحي الله المحبة وعلى عطيته المقدّسة، أي إبنه الوحيد، الذي يأتي ويسكن في وسطهم، أما الهدف، هو أن ينقاد الأزواج بهدي الروح القدس، الى إلتزام جذري وحياتي لا رجوع عنه، لمقتضيات الإيمان، وفهم مخطط الله الخلاصي في حياتهم اليومية، وقراءة أحداثهم إنطلاقًا من هذا الحضور الحيّ. فلا حياة إيمانية في العائلة، من دون الرجوع الى هذه القاعدة، التي بفضلها يتثبت الشخص على الضمير الصالح وتساعده في طلب رحمة الله ونيل المسامحة[2]، بمطابقة إرادة الشخص مع إرادة الله.
 

٢الصلاة والمطابقة

 

 الصلاة، مفتاح التواصل بين القلب المخلوق والله الرؤوف الكثير الحنان والرحمة، الصلاة هواء- اوكسيجين الحياة الإيمانية. ولكي تتحقق فعالية الصلاة، يتحتم على الأزواج أن تتطابق حياتهم مع “ إرادة الآب[3]، المؤسسة على الرحمة، والتي تشترط عيش وصية الرحمة ” كونوا رحماء كما ان اباكم رحيم“. (لو٦: ٣٦)، أي الالتزام بمشروع الرحمة، والذي يتضمن : محبة- فرح- سلام، عناصر ثلاث، تؤلف معاً جوهر تلك المطابقة[4]. فمهما كانت أنواع الصلاوات أو الممارسات التقوية أو حتى الاعمال الخيرية وعدد المشاركة في القداسات، تبقى هذه كلّها دون جدوى، ما لم يتطابق القول مع العمل، أي الصلاة – المغفرة مع واقع الأزواج.  اما نجاح المطابقة، فهو مرهون بمدى إقتناء الأزواج فضائل روحيّة أساسيّة، منها عيش استقامة السيرة، وتنقية القلب والفكر والجسد من روابط الخطيئة[5] وتبني تصرّف يسوع عينه، لأن القلب المنسحق المتواضع والتائب لا يرذله الله (راجع،  مز 51). فبقدر ما يحيا الأزواج أفعال المطابقة مع إرادة الله الرحوم، بالقدر عينه تصبح صلاتهم مطابقة لعلاقاتهم وحياتهم ولطريقة رؤيتهم للواقع، ولكل الأحداث التي تدور في فلك العائلة.

 

 

 

 

 

3- تحديات المغفرة

إذا كان العالم قد أهمل موضوع الرحمة والمغفرة، فعلى الأزواج أن يستعيدوا من جديد وبطريقة متجددة قوّة المغفرة، من خلال مواجهة الإهمال بروح المحبة في الحقيقة، التي تشترط أعمالا ملموسة  كــ” نوايا ومواقف وتصرفات تظهر من خلال التصرف اليومي[6].  فالتدرّب على ممارسة فضائل الرحمة، والتخلي عن الدينونة والتحرر من اتهام الشريك الخاطىء، وقبول الإختلافات، وترك النظرة السلبية، تُعدّ تحديات مستمرة تواجه الأزواج، لاسيّما عندما يتعرضون الى ازمات وجودية على صعيد علاقتهم الشخصية، فعليهم هنا ” معرفة اخذ ما هو طيب لدى كل شخص، وعدم التسبب له بالألم نتيجة حكمنا الجزئي وادعائنا بأننا نعرف كل شيء، أن نكون أداة للعفو لأننا نحن أيضا نلناه من الله...”[7]، فعندها تتحوّل الحياة الزوجيّة الى أداة تعبيريّة لرحمة الإبن، وكتعبير عمليّ لرعاية الله ولتربيته المقدّسة.

فإذا كان وجه المسيح الابن هو وجه رحمة الله وشعاع مجده، فإن وجه العائلة،  مرآة تعكس هذه  الرحمة، لتقدمها للعالم شهادة رحمة ومحبة وسلام وفرح.

 


[1] – التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، فقرة150

[2] –  راجع 1تي1: 18- 19

[3] – المرجع عينه، فقرة 2611

[4] -راجع البابا فرنسيس، وجه الرحمة، فقرة 9 و10 

[5] – المرجع عينه، 2631

[6] – وجه الرحمة، فقرة 9

[7] – المرجع ذاته، فقرة 14

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير