“الله محبة. باب الرحمة” هذا هو عنوان المؤتمر الدولي الذي سينعقد اليوم الخميس 19 تشرين الثاني في روما ولمناسبة العيد العاشر لإصدار المنشور البابوي الأول للبابا بندكتس السادس عشر الذي قال يومئذٍ في خطابه “بعدم التصرّف عكس مشيئة الله وطبيعته” مشيرًا إلى الحوار بين الإيمان والعقل.
من هنا أتى المؤتمر ليشدّد على أهمية أن يتم تطبيق المنشور الله محبة ضمن إطار هذا الحوار الذي يقود الكنيسة وحيث أساسها الحقيقة. ثم إنّ العظمة المتخفية وراء هذه الدعوة تكمن في اكتشاف المكان الأساسي للحقيقة باعتبارها نور المحبة وتقديم جوهر المسيحية في المحبة “فالنور والمحبة هما أمر واحد”.
وكان قد قال البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة: “في يسوع، الذي هو محبة الله المتجسدة، بلغت المحبة ذروتها من أجل خلاص الإنسان. ولا يزال يسوع يهب ذاته إلينا كل يوم من خلال سر الإفخارستيا”. واستهلّ رسالته من الرسالة الأولى إلى يوحنا: “الله محبة ومن ثبت في المحبة ثبت في الله وثبت الله فيه” (1 يو 4/16). قائلاً بإنّ هذه الكلمات من رسالة يوحنا الأولى تعبّر بوضوح رائع عن قلب الإيمان المسيحي: الصورة المسيحية لله والصورة الناتجة عن البشرية ومسيرتها.
فكم أصبح من الضروري في عالمنا اليوم أن نعيد التفكير في هذه الرسالة “الله محبة” ونقرنها باليوبيل الآتي المتمحور حول الرحمة بالأخص في ظلّ هذا العنف الذي نشهده يومًا بعد يوم!